جذور التصوف بالمغرب الأقصى من النشأة إلى عصر الدولة المرابطية

Abstract

يحاول المقال تتبع أهم القنوات التي أثرت في التصوف المغربي، منذ نشأته إلى حدود الدولة المرابطية، سواء منها المشرقية أو الأندلسية...مناقشا ومفندا الرأي القائل بأن التصوف المغربي ارتبط بالمرحلة الأخيرة من العصر المرابطي، بل وارتباطه أشد الارتباط بالأزمات؛ إذ تبين أن التصوف لم يكن أبدا مرتبطا بالأزمات. فقد نهل في بداياته الأولى وتشبع من عدة قنوات على رأسها القناة المشرقية، باعتبار المشرق الإسلامي منطلق التصوف، وذلك عن طريق الرحلة في الاتجاهين (للحج، أو طلب العلم)، بعدما أخذوها عن مؤلفيها، وبذلك دخل التصوف إلى بلاد المغرب. كما لا يخفى تأثير كل من إفريقية والأندلس؛ إذ كان لهما تأثير كبير في التصوف المغربي، بعدما حل بعض المتصوفة بأغمات قادمين من القيروان، وصفاقس، وتونس عبر بجاية فسجلماسة؛ وامتد نفوذهم وتأثير مذاهبهم فيما بعد، ولا يعزب عن بالنا المجهود الكبير الذي قامت به القناة الإفريقية وذلك عن طريق تسرب المجهود الدعائي لبعض شيوخ إفريقية الزيرية. وطبيعي أن يتأثر المغرب بما يجري في الأندلس، خاصة بعد تحقيق الوحدة بين المغرب والأندلس من طرف المرابطين، بل وقبل ذلك بكثير. فقد كانت الكتب والآراء تنتقل بينهما بكامل الحرية والسهولة. ويحفل كتاب "التشوف" بأسماء عدة