البناء الحجاجي لخطاب استقالة الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة.

Abstract

تسعى هذه الورقة البحثية إلى تقصي الأبعاد الحجاجية للخطاب السياسي المعاصر، وذلك بتسليط النظر على مجموع التقنيات الحجاجية التي يعتمدها رجال السياسة في الاحتجاج لرأي ما، أو في دحض آخر، أو في الدفاع عن قرراتهم ومواقفهم السياسية، وقد وقع اختيارنا في هذا المقال على خطاب الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلن فيه عن استقالته من حكم الجزائر وانسحابه من المشهد السياسي، وقد جاء هذا الاختيار لاعتبارين، يتمثل الأول في الظروف الإنتاجية المصاحبة لهذا الخطاب، والذي جاء في سياق أزمة سياسية عاشتها الجزائر التي شهدت حراك 22 فيفري 2018، أمّا الاعتبار الثاني فجاء نظراً لما يحويه خطاب عبد العزيز بوتفليقة من أبعاد حجاجية ومقومات إقناعية سعى من خلالها عبد العزيز بوتفليقة تبرير القرار السياسي الذي اتخذه، كما عمل في هذا الخطاب على تهيئة متلقيه بطريقة ذكيةٍ تستنتد وترتكز على جملة من الحجج تجعل المتلقي يتعاطف ويتقبلُ قرار الاستقالة، ومن هذا المنطلق سنقف في هذه الورقة على مختلف الآليات الحجاجية، والسياسات الخطابية التي سخرها عبد العزيز بوتفليقة في الدفاع عن موقفه السياسي الذي اتخذه حين قرر الاستقالة من حكم الجزائر والانسحاب من المشهد السياسي.