أثر التكتلات الاقتصادية على التجارة الخارجية الجزائرية

Abstract

تبعا للتغيرات الإقليمية الناجمة عن تطورات الأحداث الاقتصادية التي اتسمت بتنامي التكتلات و التجمعات الاقتصادية الإقليمية ، نشهد اليوم تفاعلات على مستوى الاقتصاد العالمي و التجارة الخارجية من أهمها تكوين تكتلات اقتصادية بين مجموعة من الدول التي تتوافر فيما بينها تجانس اقتصادي ، تاريخي و حتى حضاري و هذا تحت جملة من المصالح الاقتصادية المشتركة. فبعد ظهور نتائج الحرب العالمية الثانية و تزامنا مع النزعة الأوروبية ، التي أسفرت على قيام الإتحاد الأوروبي زاد تخوف القوى الأمريكية من العزلة الاقتصادية و فقدان السيطرة على السوق العالمية ، هذا ما سمح بظهور فكرة التكتل الإقليمي المتمايز عن غيره من التكتلات ، و الذي حقق فكرة دمج شمال جنوب ، و ذلك بفتح الآفاق أمام دول العالم الثالث بإقامة تكتلات اقتصادية مع دول متقدمة ، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية تحت اتفاقية ،NAFTAالتي أبرمتها الدول الثلاث (أمريكا ، كندا، و المكسيك)، بغية تحقيق المطالب الاقتصادية و تنظيم المصالح التجارية ، من خلال ما سبق قمنا بصياغة الإشكالية التالية : ما هو أثر التكتلات الاقتصادية على التجارة الخارجية الجزائرية ؟. و بعد دراسة مبسطة و ملمة بجوانب الموضوع ، و بالاعتماد على مجموعة من المراجع قمنا بتطبيق المنهج التاريخي الذي يعتبر هام في سرد حقائق الاتفاقية ، و المنهج الوصفي التحليلي و منهج دراسة حالة للخروج بنتائج مقنعة للإشكالية الدرجة سابقا ، و لعل أهمها من الناحية النظرية هو اعتبار التكتلات الاقتصادية من الناحية الإقليمية ماهي إلا مرحلة انتقالية لإقامة نظام تجاري عالمي متعدد الأطراف. و من أبرز النتائج التطبيقية نذكر، إن تحرير التجارة داخل الإقليم قد يؤدي إلى آثار مولدة للتجارة خارج التكتل ، فزيادة الدخل داخل التكتل تؤدي إلى زيادة الطلب على الواردات من خارج التكتل فتزداد التجارة الخارجية . أصبحت التكتلات الإقليمية عامل بناء و نقطة انطلاق نحو إزالة الحواجز و تحقيق مزيد من انفتاح الأسواق و تحرير التجارة الدولية ، كما جاءت به اتفاقية .NAFTA و من أهم التوصيات الواجب ذكرها ، على الدول النامية أن تقوم بنبذ الخلافات الناشئة فيما بينها ، لكي تتخذ إجراءات صحيحة و سليمة لقيامها بنوع من هذه التكتلات الاقتصادية لمواكبة التطورات العصرية في مجال التجارة الخارجية على وجه الخصوص ، كما حدث مع المكسيك.محاولين في الأخير ، إعطاء آفاق جديدة للبحث حيث أنه لا يقف عند هذا الحد ،بل هناك إشكاليات أخرى لم تتناولها الدراسة تطرح نفسها على حاضرنا و مستقبلنا ، فتعتبر آفاقا مفتوحة لأبحاث لاحقة نذكر منها :كيف تعمل و تسعى الدول النامية اكتساب مزايا تنافسية تمكنها من الاندماج في الاقتصاد العالمي