تطور قطاع النقل في الجزائر

Abstract

يعتبر النقل نشاطا ذو خصوصية كبيرة، ذلك لأنه يتطور ضمن بيئة تنافسية مثل أي نشاط اقتصادي آخر، إلا أنه مختلف في كونه يتطلب تدخلا وقرارات وإجراءات من السلطات العمومية، ذلك لأنه يتعلق بالحياة اليومية لجميع المواطنين على حد سواء، إذن هو عبارة عن خدمة جوهرية في حياة الأفراد، لكن في الجزائر ظل هذا القطاع بعيدا عن الاحترافية المنشودة، فأصبح لا يستجيب لتطلعات وحاجيات السكان في المدن الكبرى والمتوسطة في الجزائر، لأن نوعية النقل والخدمات المقدمة غير ايجابية، ولا تعكس القدرات المتاحة فضلا عن الفوضى التي اعترت القطاع منذ تحريره، مما جعل قطاع النقل من أضعف الحلقات في الجزائر، ومن أجل إعادة فرض النظام وتحسين وضعية قطاع النقل والنهوض بالنقل الجماعي في الوسط الحضري و نقل السلع كان لابد للدولة بأن تعود وبذلك تم الشروع في إعداد مخطط نقل متوازن مع برمجة عدد من مشاريع تجديد الحظيرة لاسيما للمدن الجزائرية الكبرى والمتوسطة، حيث تمت إعادة هيكلة المؤسسة العمومية للنقل الحضري في امعات الحضرية الكبرى والمتوسطة، ومن تعميمها المنتظر على كامل ولايات الوطن وذلك من أجل ضمان توفير خدمة عمومية ذات جودة وبعث المنافسة بين القطاعين الخاص والعام، كما تم إطلاق مجموعة من مشاريع تطوير وسائط نقل ذات طاقة تحميلية عالية في امعات الحضرية لعدد من المدن الكبرى للبلاد، حيث أنه تم تشغيل القطار الحضري وقطار الأنفاق بالجزائر العاصمة. كل هذه المشاريع سيعيد تنشيط النقل لكنه من جهة أخرى سوف يخلق مشكل رئيسي يتعلق بجانبين أساسيين هما الجانب التنظيمي والجانب الوظيفي و هذا ما سيستدعي إنشاء سلطة تنظيمية للنقل.