اضواء على العلاقات بين السودان والمغرب الاسلامي حتى فترة الموحدين العلاقات التجارية نموذجا

Abstract

لم يمكّن لدولة أن أخضعت أقطار المغرب الإسلامي لسلطانها مثل ما مكون لدولة الموحدين حيث أصبحت توصف عن جدارة بالإمبراطورية الموحدية لامتلاكها كل مجالات المغرب مضافة إلى إقليم الأندلس الأمر الذي هيأ لها مكانة دولية مهمة فرضتها حدودها الجغرافية الواسعة ومتاخمتها لعديد من الكيانات السياسية . ومنها ممالك السودان. لقد ارتبطت بلاد المغرب خلال فتراتها التاريخية المختلفة بصلات تجارية واسعة مع بلاد السودان، وذلك ما تدلل عليه الشواهد التاريخية المختلفة، وفي الفترة الإسلامية ازدادت هذه الروابط التجارية نشاطا وكثافة؛ بل تعدتها إلى جوانب ثقافية وفكرية تركزت في أساسها على نشر الإسلام في هذه المنطقة وتتضح جليا هذه الروابط منذ حكم المرابطين للشق الغربي من الشمال الإفريقي. إن علاقات بلاد المغرب الإسلامي مع بلاد السودان تتميز بخصائص تميزها عن العلاقات مع باقي الكيانات السياسية المعاصرة للخلافة الموحدية، حيث ارتبطت هذه العلاقات أساسا على الجانب التجاري ذو الطابع الفردي؛ نظرا لما تدره تجارة الذهب مع هذه الأقاليم من أرباح وفيرة، ونظرا لطبيعة المجال والإقليم من الناحية الطبيعية الذي يجعل الخوض في غمار هذه التجارة عزيزا ومكاسبه كبيرة. يهدف المقال الى بيان طبيعة العلاقات بين المغرب الاسلامي عامة وفترة الموحدين خاصة مع ممالك السودان وانواعها مع التركيز على الجوانب الاقتصادية الممثلة اساسا في النشاط التجاري وبيان اليات المبادلات التجارية وانواعها ودورها في تعزيز العلاقات بين الطرفين واثرها على الاقتصاد الموحدي