دور الطّاقات الأحفوريّة الجزائريّة في دخول فرنسا الإمبرياليّة ميدان صناعة المحروقات (الجزء الأوّل 1864-1956)

Abstract

رغم أنّها لا تمتلك احتياطات كبرى من النّفط والغاز، تُعتبر فرنسا من أكبر خمس دول أوروبيّة في مجال تكرير وتصدير المنتجات النّفطيّة، كما تمتلك واحدةً من أكبر الشّركات الحكوميّة في مجال الصّناعات النّفطيّة والغازيّة في العالم. تهدف هذه الورقة العلميّة إلى تسليط الضّوء على الإمكانيّات التي سمحت لفرنسا بتطوير هذا المجال، ودور الهيدروكربونات الجزائريّة خلال الحقبة الاستعماريّة في بناء سياسات الطّاقة الفرنسيّة، وهذا من خلال تحليل السّياسات الاستعماريّة، وربط الأحداث التّاريخيّة، وجمع أكبر قدر من الإحصائيّات التي تُجيب على إشكاليّة الدّراسة. في الأخير، خَلُصنا إلى أنّ فرنسا لم تكن لتتمكّن من بناء صناعتها في مجال الهيدروكربونات لولا احتلالها للجزائر، حيث حصلت شركة النّفط الفرنسيّة في بداية الاحتلال على الخبرة في مجال التّنقيب عن النّفط والغاز وحفر آبارهما في الشّمال الجزائري، لتجد نفسها بعد ذلك قادرةً على الدّخول في منافسة حقيقيّة مع الكارتلات الدّوليّة التي كانت تُهيمن على الأسواق الدّوليّة، مباشرةً بعد احتلال الصّحراء واكتشاف مخزونها العالميّ من المحروقات