استيطان بني سليم لبرقة وتأثيرهم السياسي والاقتصادي والثقافي

Abstract

حفل تاريخ المغرب الإسلامي بالكثير من الإحداث المهمة التي كان لها طابعها الخاص فأثرت على تاريخه وغيرت معالمه السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمذهبية ، ومن أبرز الأحداث التي غيرت معالمه ، هجرة بني سليم في القرن الخامس الهجري و منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، حيث كان المغرب مسرحاً لها ، فبدأت أحداثها عندما حاولت دولة بني زيزي الاستقلال والخروج عن طاعة الخلافة الفاطمية في مصر وإعلان انضمامها للعباسيين في بغداد ، وبعد أن عجزت الخلافة الفاطمية عن إخضاعهم لم تجد سبيلاً لذلك إلا بإطلاق العنان لقبائل بني سليم و هلال التي تم إغراؤها من قبل الفاطميين وتوجيهها إلى المغرب الإسلامي ؛ لتأديب دولة بن زيري والقضاء عليها . وقد كان لتلك الهجرة نتائج مهمة وخطيرة بعضها كان سريع الأثر والبعض الآخر على المدى الطويل، حيث عملت على تعريب المنطقة ورسخت اللغة العربية بين سكانها مما أثر على اللهجات المحلية ، كما أذابت العديد من الفوارق بين سكانها وعملت على سيادة العنصر العربي في الشمال الإفريقي بصفة عامة ، مما أحدثت تغيراً في النسيج الاجتماعي فيه ، وفي الوقت نفسه كانت هذه الهجرة سبباً في انقسام المغرب الإسلامي سياسياً . يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على هجرة بني سليم لبرقة والدور الذي لعبته تلك الهجرة في استيطان أعداد كبيرة من العرب القادمين من شبه الجزيرة ، وسوف نحاول هنا أن نطرح بعض التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات علمية وموضوعية و ستكون هي محاور هذا البحث وهي كالآتي : ماهي أصول قبائل بني سليم وما فروعها ؟ ماهي الأسباب ودوافع التي كانت وراء هجرة تلك القبائل؟ وهل كان لاستيطانها أي اثر اجتماعي وسياسي وثقافي واقتصادي في برقة . وستكون الإجابة على هذه التساؤلات هي موضوع ورقتنا البحثية التي نحاول فيها توضيح دور هذه القبائل و تأثيرها على تاريخ برقة الإسلامي.