وعد بلفور وتجسيد فكرة الدولة الحاجزة

Abstract

تتميز منطقة المشرق العربي بأهمية استراتيجية واقتصادية وحضارية كبيرة جعلتها محل الأطماع التوسعية للقوى الأوربية المختلفة، ومنها فلسطين ذات الموقع الحيوي في الجنوب الغربي لبلاد الشام، غربي آسيا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وهي تمثل صلة الوصل بين قارتي آسيا وإفريقيا، ونقطة التقاء جناحي العالم الإسلامي، لذلك خضعت لتنافس استعماري وتواطؤ دولي صاحبهما تخاذل عربي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين أفادت منه الحركة الصهيونية التي بدأت تتطلع إلى تنفيذ مشروع الاستيطاني اليهودي منذ الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر ميلادي. فقد كانت الثورة الفرنسية بمبادئها العدالة والحرية والمساواة بمثابة النسيم الذي هبّ على اليهود فأنعشهم، وأخرجهم من العزلة التي كانت تحيط بهم، فأخذوا يزحفون إلى مراكز النفوذ والسيطرة في دوائر المال والأعمال مستغلين أسطورة الاضطهاد في حشد اليهود في مختلف مناطق العالم لإنشاء كيان سياسي خاص بهم بدعم فكرة القومية اليهودية الصهيونية لتجد لها مكانا بين القوميات التي انتشرت في أوربا، وصعّبت من عملية اندماج اليهود فيها لتنجح مساعيهم في حصولهم على وعد بلفور 02 نوفمبر 1917 الباطل الذي جسّد مظهرا من مظاهر التحالف الامبريالي الانجليزي الصهيوني، في إطار المصالح المشتركة الاستراتيجية والاقتصادية بالنسبة للاستعمار الانجليزي، وتحقيق مشروع الاستيطان الصهيوني بفلسطين.