تأثير إستراتيجية تكوين الموارد البشرية على إدارة التغيير التنظيمي

Abstract

إن التكوين من المواضيع الهامة التي تهتم بالعنصر البشري لما يلعبه هذا الأخير من دور فعال في عملية التنمية، حيث يحظى باهتمام كبير في الفكر الإداري والفكر التنظيمي على اعتبار أن التكوين كمتغير يرتبط بالعامل وبوضعه ومكانته بالمؤسسة من جهة، وذلك من خلال تحليل قدراته الفنية والعلمية والعملية والسلوكية، ومن جهة أخرى بما يحققه للمؤسسة من زيادة الأرباح وتحقيق مستوى أداء فعال، وبناء على ذلك فإن التكوين باعتباره وسيلة لتحقيق التغيير يحتاج إلى تخطيط علمي مدروس لضمان النجاح نحو تحقيق الأهداف والتخطيط في مجال التكوين كما في المستويات الأخرى يحتاج إلى مهارة إدارية فنية وعلمية في التسيير تساعد الإدارة على اختيار الأسلوب الأفضل لمسايرة التغيرات البيئية. وما يمكن تأكيده هو أن عملية التغيير التنظيمي لابد أن تكون مؤشرا من مؤشرات التأهيل والتطوير المستدام من أجل تنسيق الجهود وتوجيه الطاقات والموارد البشرية التي تمتلكها المؤسسات من أجل تحقيق أهدافها الآنية والمستقبلية وذلك عن طريق التنبؤ من أجل تحليل المحيط الخارجي، ومن أجل محاولة إحداث التغيير قبل نشوء أي تغيير قد يفرض على المؤسسة؛ ويعد المدير محور عملية اتخاذ القرار في المؤسسة وموزع الموارد بداخلها، الأمر الذي يجعل فعاليتها تتحدد انطلاقا من عمله بداخلها وقدرته على فهم البيئة الخارجية وظروف العمل وتحقيق التكيف الأمثل معها، إن التغيير اليوم صار ضرورة أساسية لجميع المنظمات، فالشركات الرائدة اليوم يجب عليها أن تتغير لتحافظ على مكانتها وتطور قدراتها، والمتعثرة منها يجب عليها أن تتغير لتحقق شروط البقاء والاستمرار. ومن هنا يمكن القول أن إحداث التغيير التنظيمي والسعي لتفعيله يعتبر من أساسيات المدير المعاصر أولا ومن أولويات الفاعلين ثانيا من أجل إحداث التغيير الإيجابي الفعال لتحقيق الأهداف العامة للمؤسسة