أثر التدين في العلاقـات الاجتماعية

Abstract

یبدو أن التدین لایؤثر في كل العلاقات الإجتماعیة الموجودة بنفس المستوى، فمنھا ما یكون الأثر قویا بارزا، ومنھا مایكون ضعیفا خافیا، فقد وضح في دراستنا ھذه أن تاثیر التدین في علاقة الرجل بالمرأة قوي ویقل في العلاقة مع الوالدین، ویكاد ینعدم في العلاقة الجواریة وتتداخل عوامل كثیرة تقف وراء تقویة أو إضعاف ھذا الأثر، یھمنا منھا تلك المتعلقة بالمرسل والمتلقي. -المرسل ھنا ھو الخطاب الدیني ولیس الدین، ونعتقد أن ھذا الخطاب لایقوم بدوره كما ینبغي في مجال العلاقات الإجتماعیة بالرغم من أن الخطاب الإلھي وفاه حقھ لأھمیتھ، فنجد أن خطابات الیوم موجھھ أكثر إلى الجانب السیاسي الصراعي التقلیدي، ولاتحاول أن تكون مرنھ مع المتغیرات والتطورات التي تحدث في العلاقات الإجتماعیة، كما أنھا تركز على الجانب العقدي الغیبي وتقدمھ على أنھ الدین، وإذا تحدثت عن العلاقات الإجتماعیة فإنما تحرم أو تحلل أو تعزز المذھبیة ولاتطرح حلولا واقعیة وبرامج توعویة وحتى تكوینیة في الجانب العلائقي. –أما المتلقي فھو یعتقد أن التدین أو الإلتزام بالدین یعني أن یكون معتقده سلیما، وان یحافظ على جمیع الطقوس والشعائرولایتھاون فیھا، وأن یكون مظھره لائقا بالمتدین أما حسن السلوك مع الآخرین فلیس من الدین بجوھر، فھو مجرد تفصیل بسیط أشار إلیھ الدین ولیس ملزما بھ. –لابد على الخطاب الدیني أن لایعتمد على المصادر التقلیدیة في تحدیده للعلاقات القائمة الیوم،وأن یراعي السیاق الإجتماعي ونتحدث ھنا عن علاقة الرجل بالمرأة في غیر إطار الزواج، ولا ندعوه إلى تحلیل ماحرم الدین أو تحریم ما أحل، لكن على الأقل لایضیق على الأفراد في مسائل لیست قطعیة، ولم تثبت في الدین كما علیھ أن یجتھد أكثر في تبلیغ الخطاب الإلھي فیما یتعلق بتعاملات الأفراد مع جیرانھم و آبائھم. – وینبغي على المتدینین الملتزمین أن یعوا أن الدین معاملة أي حسن سلوك مع الآخر أي آخر ولیس مجرد إعتقادات وشعائر رغم أھمیتھا