إحلال الجباية العادية محل الجباية البترولية في الجزائر الفترة 2003-2013

Abstract

تعتبر الجباية من أقدم وأهم الموارد المعتمد عليها في تمويل ميزانيات مختلف الدول، نامية كانت او متطورة، وهي تشمل كل انواع الضرائب والرسوم. تختلف الأنظمة الجبائية من دولة لأخرى تبعا لخصوصيات البلد وامكانياته من كل مورد اذ نجد الجزائر مثلا تعتمد على الجباية العادية بنسبة ضئيلة جدا مقارنة بالجباية البترولية. كان النظام الجبائي الجزائري مشوها ومعقد في فترة الثمانينات نتيجة للجمع بين عدة انواع من الضرائب وكذا هيمنة الجباية البترولية على حساب الجباية العادية الأمر الذي يبين عدم كفاءة السياسة الجبائية في تفعيل هذا النظام من خلال برامجها المعتمدة، وقد كشفت ازمة انهيار اسعار النفط لسنة 1986 عن هشاشة هذا النظام ومدى ارتباطه بايرادات الجباية البترولية واعتبرت آثارها السلبية الدافع الرئيسي لقيام الجزائر باصلاح نظامها الجبائي 1992 حيث كان الهدف الرئيسي لهذا الاصلاح رد الاعتبار لدور الجباية العادية واحلالها محل الجباية البترولية. اتخذت الجزائر جملة من الاجراءات لتحقيق عملية الاحلال ، وبدأت مجهوداتها تتزايد اكثر بعد العشرية الأولى للاصلاح، وهو مايعكس ارادتها الصارمة في تحقيق عملية الاحلال التي تبين لنا نجاحها النسبي من خلال تقييمها بعدة مؤشرات مالية. يبقى على الجزائر كذلك ضرورة ايجاد مصادر أخرى متنوعة للجباية العادية من شانها ايجاد اوعية ضريبية جديدة وبالتالي الرفع من المردودية المالية لهذا المورد الذي يعتبر اكثر امانا واستقرارا.