تأثير العنصر البشري بالوجهة السياحية على نية السائح باعادة زيارتها

Abstract

لاشك أن السياحة تلعب دورا مهما ورئيسيا في تنمية و تطوير المجتمعات و االرتقاء بها اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا،بل و تمثل شريانا أساسيا بين العالم و المنطقة عبر مساهمتها الواضحة في تحقيق التنمية االقتصادية ،و ذلك من خالل توفير و تعزيز دعائم أساسيه ، منها موارد النقد األجنبي و دعم أداء ميزان المدفوعات و تشجيع الطلب على المنتجات المحلية من مختلف القطاعات الزراعية و الصناعية و الخدمية، و كذلك توفير فرص العمل و تحسين صورة المجتمعات و دعم تواصلها مع المجتمع الدولي و تمهيد الطريق للمزيد من التعاون في مختلف المجاالت؛ باإلضافة الى ذلك،فإن السياحة تعد مزيجا فريدا لمنتج متنوع من السلع و الخدمات و المعارف يرتبط بحقائق الجغرافيا و الطبيعة و التاريخ الحضاري و الثقافي و كذلك اإلنجازات المعاصرة و اإلمكانات المادية و البشرية لتصبح السياحة بمفهومها الحديث )منتجا شامال( يعكس كل ما سبق و ترجمته في صورة جمالية متكاملة تخاطب الوجدان و قلوب السائحين قبل عقولهم. و يعد التسويق السياحي من العناصر االساسية التي تعتمد عليه الدول السياحية بشكل عام و المؤسسات السياحية بشكل خاص من أجل زيادة التدفقات السياحية الوافدة إليها،و عليه فصناعة السياحة لن تنجح إال من خالل تسويق سياحي جي د و الذي يعتبر الحلقة األهم التي تحكم مسار و آليات صناعة السياحة. تهدف المنشآت السياحية في المقام األول إلى زيادة اإلقبال على خدماتها التي تحقق رغبات و متطلبات السائحين، و هذا يجعل العاملون في مجال تسويق الخدمات السياحية يقومون بتحليل حاجاتهم إلشباعها و موافاة رغباتهم، و ذلك ألن الهدف األساسي من تسويق الخدمات السياحية يقوم في البداية على التع رف على حاجات و رغبات جمهور السائحين و في النهاية تحقيق تلك الرغبات و الحاجات للوصول الى أفضل وسيلة ممكنة لرضا الضيوف، لهذا أصبح من الضروري االهتمام بدراسة سلوك السائح من أجل القيام بالجهود ال زمة لتعريفه بالخدمات المعروضة و ابراز مواصفاتها و مزاياها و المضمون المنفعي ال الذي تحتويه هذه الخدمات و الحاجات التي يمكن أن نلبيها و من ثم دفع السياح إلى اتخاذ قراراتهم بزيارة الوجهة السياحة و هذا ال يتحقق إال من خالل تصميم مزيج تسويقي يتناسب مع التغيرات المستمرة التي تواجه تلك االحتياجات و الرغبات