دور التكنولوجيا والابتكار في النمو الاقتصادي حالة - كوريا الجنوبية

Abstract

جاءت هذه الدراسة متضمنة ثلاثة فصول ،مستعرضين في الفصل الأول دور التكنولوجيا و الابتكار في تحقيق نمو اقتصادي ،من خلال تسليط الضوء على مختلف الدراسات النظرية و التجريبية حول علاقة التغير التكنولوجي بإحداث نمو اقتصادي مستدام ، فبعد أن كانت هذه الدراسات تعتبر أن المصادر الوحيدة المحتملة للنمو الاقتصادي على المدى الطويل تتمثل في زيادة إمدادات العوامل بشكل خارجي (نمو عدد السكان) وعامل التغير التكنولوجي كمتغير خارجي، ما أدى إلى فشلها في إعطاء أي تفسير جديد على الفروق الشاسعة بين الدول ، دفع مجموعة من الاقتصاديين إلى اعتبار عملية التغير التقني ذاتية (داخلية)، وأصبح التقدم التكنولوجي اليوم يعتبر أحد أهم العوامل المفسرة للتنمية في بلدان العالم عموما وفي الدول النامية بشكل خاص، حيث بين لنا هذا الفصل تأثير التكنولوجيا و الابتكارات على الاقتصاد ،سواء تعلق ذلك بالمستوى الجزئي أو على المستوى الكلي، كما بين لنا الفصل مختلف الطرق التي تسمح بحدوث عملية تقدم تكنولوجي ، و كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بكفاءة . و في الفصل الثاني تطرقنا إلى انتقال الاقتصاد الكوري من تنمية قائمة على الموارد إلى نمو قائم على الابتكار، حيث انتقل الاقتصاد الكوري إلى هيكل صناعي أكثر تقدما وتطورا بصفة تدريجية ، رغم أنه واجه العديد من التحديات، لكنه كان قادرا على الاستجابة بشكل صحيح والتكيف بنجاح. التدهور الاقتصادي الملحوظ لكوريا في سنوات السبعينات يرجع في الأساس إلى التدخل الحكومي المفرط وإلى الإفراط في طموح قيادة الصناعات الثقيلة والكيماوية.غير أن الاقتصاد الكوري استطاع أن ينهض مجددا من خلال العمل على تعزيز النمو الاقتصادي عن طريق تحرير الاقتصاد، و امتصاص و تبني التكنولوجيا الأجنبية القائمة أو الجديدة في السوق لخلق تكنولوجيا جديدة ، و كذا من خلال تركيز جهودها على الأبحاث المحلية لإنتاج معارف جديدة. و قد كان القيام بهذا التحول ممكنا و تم تحقيق أهدافه بنجاح نظرا إلى الأطر السليمة للسياسات الحكومية اتجاه تطوير العلوم و التكنولوجيا والمشاركة الفعالة للصناعة.