دور طلبة الزوايا والمدارس القرآنية في الثورة التحريرية 1954 -1962 م

Abstract

عرفت الجزائر خلال العهد العثماني عددا هائلا من الطرق الصوفية التي لعبت دورا هاما سواء كان سياسيا او ثقافيا فقد كانت محور الثقافة الإسلامية خاصة ان مساهمتها في الحياة الفكرية للجزائرين تعد مهمة إلى درجة وصول صداها إلى الدول المجاورة .عرفت كل من المساجد والكتاتيب والمدارس القرآنية في الجزائر خلال العهد العثماني إنتشارا واسعا سواء كان ذلك على مستوى المدن والأرياف ،كما ساهمت بشكل جلي في نشر التعليم وغرس القيم والمبادىء الإسلامية بين الجزائريين.كانت الزوايا في الجزائر خلال العهد الإستعماري عامل وحدة وتفكيك في آن واحد ،عامل وحدة عندما قامت بالمحافظة على مقاومات المجتمع الجزائري سواء بالتعليم او الوقوف في وجه افستعمار بتنظيمها للعديد من المقاومات المسلحة .إن الغاية الأسمى من تعزيز مراكز التعليم العربي الإسلامي تكوين كوادر وطنية معربة ملتزمة بقيم الثوابت الوطنية وهذه الكوادر جسدت لثورة الدعم الكافي من هؤلاء الطلبة الذين لبوا نداء الواجب الوطني وجند الكثير منهم في خدمة الثورة بميادين مختلفة إما فدائين أو سياسيين أو ممرضين أو إعلاميين .لقد أثمر النشاط الطلابي خلال الثورة التحريرية إلى بروز شخصيات ساهمت مساهمة فعالة في إنجاح مشروع الثورة .كان الدور الذي لعبه الجزائريين في الخارج متماشيا مع أحداث الثورة وتطوراتها ،وبذلك عقدوا سلسلة من المؤتمرات والندوات والمحاضرات من أجل التعريف بالقضية الوطنية .إن إضمام طلبة ذو التعليم العربي الإسلامي كان أكثر وضوحا لا لأنه أكثر وطنية لكن كان مضطر للصعود للجبال لأنه لو لم يفعل ذلك لأعتقل فهو في نظر السلطات الإستعمارية طالب العربية مشبوها به عند وقوع أي حدث .