جرائم الاستعمار الفرنسي في الولاية الرابعة من 1955 م إلى 1961 م

Abstract

الولاية الرابعة بميزتها الجغرافية كانت الرابط بين الولايات والمناطق التاريخية للثور ة ، كما أنها بما تحويه من مدن هامة تمركز فيها المستعمر والمعمر واستولى فيها على حقوق الجزائريين ومارسوا كل أساليب التعذيب سواء على الشعب أو الثوار والمناضلين، فكانت بذلك الولاية الرابعة تعاني من همجية ممارسة التعذيب ، والتفنن فيه بحيث أننا نلاحظ أن المستعمر مارس كل من التعذيب النفسي، والجسدي بأنواعه وأشكاله ، والذي شمل كل شرائح المجتمع ، ولم يستثني من ذلك المرأة أو الرجل الصغير والكبير.مراكز التعذيب التي شهدتها الولاية الرابعة ، بما فيها الرسمية والغير رسمية تعد بمثابة حلقة من حلقات العنف والبطش الاستعماري ، لكن لايجب أن نغفل على كون تلك السجون المعتقلات الثكنات العسكرية المحتشدات رغم وحشيتها وأثارها السلبية التي خلفتها على المجتمعات البشرية، إلا أنها ظلت ولازالت مكانا لتجميع الثوار.صمتت الأصوات الرسمية الفرنسية وترددت التيارات السياسية الفرنسية وكانت مواقفها محتشمة وأثارت سياسة التعذيب استنكارا واسعا بدءا من شخصيات عسكرية فرنسية وأخرى مدنية مثقفة إضافة إلى البعض من رجال الدين الكاثولي ك، على الرغم من وسائل الإعلام البسيطة لجبهة التحرير الوطني إلا أن هذه الأخيرة استعانت بأعلام الدول الشقيقة والصديقة لاحتضان القضية الجزائرية عند اندلاع الثورة التحريرية المباركة موضوع جرائم الاستعمار الفرنسي في الولاية الرابعة ومن خلال اطلاعنا على الجزء اليسير منه أدركنا بعض الحقائق التي تركت الأثر البالغ في نفوسنا من خلال الآثار الجسمية والنفسية التي بقيت واضحة على أجسام الجزائريين ونفوسهم فما قام به الاستعمار الفرنسي لا يمحى ولا ينسى بمرور الزمن، فالأعمال القمعية سطرت تاريخ الأمة بأحرف من دماء مختلف شرائح المجتمع الجزائري وهكذا تتضح المعاناة التي عاشها هذا الشعب الأعزل في سبيل نيل حريته وسيادته الوطنية. .وفي الختام نأمل في أن نكون أضفنا حجرا في بناء المعرفة التاريخية في بلادنا وحول موضوع هام في تاريخ الثورة الجزائرية ألا وهو جرائم الاستعمار الفرنسي في الولاية الرابعة.