عبد الرحمان بن زيدان ودوره في كتابة تاريخ الدولة العلوية بالمغرب الأقصى

Abstract

لقد اتضح مما سبق أن عبد الرحمان بن زيدان كان من بين المثقفين المغاربة اللامعين الذين توسلوا بشتى ألوان التعبير للإعراب عما يخامرهم من تطلعات مبكرة للنهوض بفكر المغرب وتاريخه ، بإحياء ثراثه والتعريف به والمساهمة في تطويره والإضافة إليه بالتجديد .وبحكم الانتماء للدولة العلوية ، لم يشأ ابن زيدان أن يظل بعيدا عن ثقافة عصره ، بل تحفز لينطلق نحو آفاق وجدت هوى نفسه لإمدادها وإغنائها ، في التركيز على التاريخ والعناية به وكتابة تاريخ وأمجاد الدولة العلوية بالمغرب الأقصى ، كما كانت له عناية بالأدب وقد وظف كل من التاريخ والأدب في تداخل منسجم مع ما كان متعارف عليه في القرن التاسع عشر وفي عصره ذاك ، وما كان معهودا به قبله .كما كانت له صولات وجولات في مختلف الميادين فطرق باب العلائق السياسية أو التاريخ السياسي والدبلوماسي للدولة العلوية وتتبع من خلالها كل ما كان في الحياة السياسية في الدولة العلوية من مراسلا واتفاقيات بين السلاطين ورؤساء الدول الأجنبية ،ورصد كل كبيرة وصغيرة عن تلك الأحداث ، ناهيك عن المؤلفات الأخرى التي اختصت بالتاريخ بالجانب العلمي للدولة العلوية أو النهضة العلمية طوال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أو حركة التأليف التاريخي التي نالت القسط الوافر من إنتاجه العلمي .وكان لأمجاد الدولة العلوية وسلاطينها حظ كبير في مؤلفات عبد الرحمان بن زيدان التاريخية من م وشؤون الحكم في عهد كل سلطان ، وقد خص السلطان 􀁼 خلال تتبع منجزات سلاطينها ومعاملا إسماعيل بمؤلف كامل أسماه المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل عرض فيه لكل تفاصيل ما يتعلق ذا السلطان وكمصدر وشاهد عيان على فترة 􀂏 بالسلطان المترجم له ، ليبقى هذا المؤلف يعرف ذا السلطان إلى درجة تعظيمه والذود عنه فيما أنكره عاشها وكتب عنها وأرخ لها ، وفاخر واعتز عليه غير ابن زيدان في ذلك .ويبقى ابن زيدان من الكتاب والمؤرخين الذين كتبوا بحكم الانتماء للوطن ليحيد عن الموضوعية في بعض الأحيان وتراه يخوض في غمار التبجيل والتعظيم وغيرها من التعابير التي دلت على أنه يبقى ا 􀁼 ا في طيات صفحا 􀁪 من مؤرخي البلاط ، ولكن مؤلفاته كانت فعلا مفخرة للمغرب الأقصى لأ ا بلاد المغرب الأقصى قبل 􀂏 ناضلت على لسان صاحبها عن معالم العز والازدهار والرقي التي امتازت أن يتم تدنيس ذلك من قبل سلطات الحماية .