دور المرأة في المقاومة الشعبية في الجزائر 1830-1900 م

Abstract

مثلت المقاومات الشعبية منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر المعاصر، حيث بمجرد أن وطأ الجيش الفرنسي أرض الجزائر هبّ الشعب الجزائري الرافض للإحتلال الفرنسي للدفاع عن أرضه، قائما إلى الجهاد في سبيل الوطن.تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الإحتلال وضمان بقاء الدولة، لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم توازن القوى، وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات.أبلت المرأة سواء في الريف أو المدينة البلاء الحسن من أجل خدمة المقاومة الشعبية، وكانت مساهمتها على مختلف المستويات.أثبتت المرأة تفوقا لا نظير له في مختلف المواقع التي تسلمت زمام أمورها.تعتبر ظاهرة تجهيل المرأة من أكثر القضايا التي عانت منها إبان الإحتلال الفرنسي، إذ أن ذلك ما يسعى إليه في العادة أعداء الحضارة والتقدم، فتنشغل المرأة بتوافه الأمور عن القضايا المفصلية التي تهم كافة الأفراد.شمل دور المرأة كل الميادين إذ قاومت قوات العدو الفرنسي في الأرياف والجبال والمدن والقرى كجندية، كما عالجت المرضى والجرحى.ثارت المرأة الجزائرية في وجه الإحتلال الفرنسي وظلمه المتواصل وبطشه الذي ساهم في الحصار والتضييق وإنتاج واقع صعب للمجتمع عامة والمرأة خاصة.لم تثن سياسة التنكيل التي انتهجتها فرنسا ضد المرأة الجزائرية في أداء دورها بكل الوسائل.وفي ختام بحثنا هذا نستنتج أن المرأة الجزائرية كانت صانعة المعجزات والأمجاد والملاحم التاريخية، حيث قدمت النفس والنفيس من أجل وطنها، فلعبت دورا لا يقل أهمية عن أخيها الرجل، في مقابل ذلك تعرضت لأساليب التعذيب و الإهانات وزج ا في السجون وحشرت في المعتقلات وفرضت عليها أقسى العقوبات، وتحملت وصبرت لكل الشدائد والمحن .إا المرأة المخلصة المؤمنة بوطنها وعقيدا الإسلامية، إا المرأة التي برز اسمها في الصحف والندوات حيث كانت قدوة حسنة ومثالا رائعا للمقاومة والتضحية .فتحية إجلال وشكر لكل نساء الجزائر اللواتي سجلن أسماءهن بحروف من ذهب في الذاكرة التاريخية.