دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الجزائري في الثورة الجزائرية 1954-1962 م

Abstract

ومن خلال هذا الموضوع الذي تناول منظمات حقوق الانسان في الثورة التحريرية والذي تم التركيز فيه على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الج ا زئري، أردنا إب ا رز ظروف إنشاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والدور الرئيسي الذي قام به المواطن السويسري هنري دونان لتجنيد أربع شخصيات سويسرية التي شكلت معه لجنة الخمسة التي دفعت بالدول الأور وبية إلى الموافقة على إرساء قواعد إنسانية في الحروب.ولم يكن تتبعنا لم ا رحل إنشاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلا من أجل تعريف القارئ بهذه المنظمة الإنسانية غير الحكومية، كما أننا حرصنا على ربط موضوعنا بالثورة التحريرية المجيدة 1954 / 1962 من خلال إبر ا ز دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الجز ا ئري في التخفيف من معاناة الشعب الجز ا ئري وكل المساعي التي قامت بها لوضع الحرب التحريرية في إطارها القانوني المناسب. لقد حرصت الحكومات الفرنسية المتعاقبة على وضع الثورة التحريرية في إطار الاضطر ا بات الداخلية إلا أن تجنيدها لكل الإمكانيات العسكرية للقضاء على الثورة جعل الر أ ي العام العالمي يتأكد من أن ما كانت تشهده الجز ا ئر أكبر مما توصف باضطر ا بات بسيطة.وكان لنشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر أثا ر كبير في مضايقة السلطات الاستعمارية الفرنسية خاصة فيما يتعلق بمعاملة المعتقلين والأسرى في مختلف المر ا كز والسجون داخل الجز ا ئر وعلى الأ ا رضي الفرنسية، كما عمل الهلال الأحمر الجز ا ئري على إبلاغها بكل الجر ا ئم التي ارتكبها الجيش الاستعماري الفرنسي في حق الشعب الجز ا ئري وبأمر من السلطات الاستعمارية التي لم تحرك ساكنا في عدة قضايا كالتعذيب وإعدام جنود جيش التحرير ومناضلي الجبهة واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا.وفيا لأخير أمنيتنا أن نكون قد تمكنا من إيفاد القارئ بمعلومات توضح له طبيعة عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الجز ا ئر أثناء حرب التحرير ومساعيها لدفع السلطات الاستعمارية لتطبيق واحتر ا م القانون الدولي الإنساني، كما نتمنى كذلك أننا قدمنا عرضا قاد ا ر على تثمين دور الهلال الأحمر الجز ا ئري الذي رفع التحدي وتمكن من الحفاظ على الصورة الحقيقية لكفاح الشعب الجز ا ئري وإبطال كل محاولات الاستعمار الفرنسي لتجريم الثورة بتوظيفه للقانون الدولي الإنساني. وفي آخر المطاف تحقق الاستقلال وانتصرت معاناة الشعب وبقيت فرنسا ليومنا هذا عاجزة عن تحمل مسؤولية الجر ا ئم التي ارتكبها جيشها الاستعماري ، فعوض أن تجرم تاريخها الاستعماري في الجز ا ئر قام البرلمان الفرنسي بتمجيده من خلال قانون 23 فيفري 2005.