أوضاع الكنائس ونظمها في تاريخ الدول الإسلامية بالأندلس من الفتح إلى نهاية الدولة الموحدية 92-630 ه/711-1233ه

Abstract

تعتبر دراسة أوضاع الكنائس و نظمها في البلاد الإسلامية في الأندلس و تاريخ النصارى واليهود من الدراسات المهمة في تاريخ الأقليات من غير المسلمين في الدولة الإسلامية. فقد ألقينا الضوء على أوضاع هذه المجموعات الإدارية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية وعلاقتهم بالمسلمين في الأندلس و كيف كانت نظرة السلطات الإسلامية إليهم باعتبارهم رعايا تابعين لها وفق إطار عقد الذمة.احترام الإسلام للمخالفين من غير المسلمين، و ذلك بضمان كرامتهم و حقوقهم التي كفلها الإسلام في إطار عقد الذمة.مساهمتهم في النشاط الاقتصادي بالأندلس من خلال المشاركة في التجارة، و قد أبدع اليهود بصفة خاصة في تطوير حركة التجارة الخارجية بين الأندلس و البلدان الأخرى.ترك المسلمون لرعاياهم من النصارى حرية اللباس فلم يرغموهم على لبس زي خاص وتبقى م وضوع التمييز بين المسلمين و النصارى و اليهود أمرا نظريا لم يصل حد التطبيق إذا لم يلتزم ا النصارى و اليهود في الأندلس.أدى الاختلاط و الاحتكاك بين المسلمين و رعاياهم من النصارى و اليهود إلى انتقال المؤثرات بينهم، و كان أهمها انتشار اللغة العربية بين النصارى و اليهود إلى درجة أن أصبحوا يؤلفون ا الأشعار و الكتب، و في المقابل تأثر المسلمون باللغة اللاتينية.أثرت الثقافة الإسلامية تأثيرا كبيرا في ثقافة اليهود بشكل خاص فغيرت الكثير في تعليمهم م و لغتهم و علومهم الدينية.لم تكن المعاملة الحسنة التي عوملبها اليهود أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس يعد مكافأة ا ليست دليلا على وجود اتفاق مسبق فيها 􀄔 لهم على ما قدموه للمسلمين كما يتصور البعض كما أ يقضي بحسن معاملتهم مقابل الخدمات التي قدموها فيها للمسلمين لأن المسلمين قدموا المعاملة م إلى الإسلام و جعلهم يدخلون 􀄑 نفسها للنصارى و أحسنوا إليهم و هذا الإحسان هو الذي جذ في دين الله أفواجا و قد انطلق المسلمون في معاملتهم لسكان البلاد الأصليين من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء .