الفقه النوازلي ودوره في الكتابة التاريخية في المغرب الأوسط خلال القرون 7-9 ه/13-15 م

Abstract

أن النواز الفقهية عبارة عن مجموعة من الوقائع كالأحداث في مواضيع مختلفة ، قد تكون - اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية ترد في شكل مسائل وفتاوى ، وترتبط بظروف زمنية و مكانية معينة ، حيث يعتبر فقه النوازل بمتونه المتنوعة ، مادة ثرية وغنية للاستكشاف الفقهي والتشريعي ، كما يمد المؤرخ بوثائق مهمة في مجال التأريخ والتوثيق ، وفي الوقت نفسه يزود عالم الاجتماع بكثبير من المعلومات و المعطيات حول مجتمع النازلة وواقعها المتغير ، ويعد كذلك مصدرا مهما في مجال الإفتاء والتشريع والقضاء ، وتنزيل الأحكام الفقهية على القضاء المتلبسة بظروفها كأحداثها الواقعية والتاريخية.توصلنا من خلال النوازل المتعلقة بالقضايا الاجتماعية ، أن هذه الأخيرة كانت متعددة من حيث -المسائل التي كانت تطرح على المفتين حيث وجدنا أنه كانت هناك قضايا اجتماعية متعلقة بالتاريخ الأسري في بلاد المغرب الأوسط ، في جوانب تخص المرأة وزجها والعيوب التي ظهرت بينهما ، وظهور بعض مظاىر الانحلال الاجتماعي كالأنكحة الفاسدة منها زواج المتعة .ترجع أهمية النوازل بالنسبة للتاريخ إلى ما تتناوله من قضايا تتصل بالحياة اليومية للمجتمعات، فهي - تعد مصدرا مهما للتاريخ الاجتماعي ، فالأحداث التاريخية كانت مرتبطة بالنوازل نفسها ، وهي التي جعلت كتب النوازل تزخر بسرد تاريخي قد لا يتوافر في مصادر التاريخ نفسها . ازدهرت الدراسات الفقهية في بلاد المغرب الأوسط ،وظهر عدد كببير من العلماء والفقهاء المبرزين - الذين لعبوا دورا مهما في تأصيل الفقه والانتقال به من الدراسة التقليدية المعتمدة على الفروع ونقل الأقوال إلى الاستنبااط والاعتماد على الحجج والبراهين في إصدار الأحكام .تمتع أهل الذمة في مجتمع المغرب الأوسط بحرية كبيرة في مخـتلف ميادين الحياة كاللباس والطعام ، - وكانت لهم مكانة مرموقة عند السلطة مما أهلهم لبلوغ أعلى المناصب الإدارية في الدولة، وهذا ما نستقرئه من خلال النوازل الفقهية التي سلطت الضوء على العلاقة التي ربطت المسلمين باليهود والنصارى والتي حددتها المعاملة اليومية بين الجانبين . .