التجارب النووية الفرنسية في الجزائر

Abstract

يرجع سر تمسك واهتمام فرنسا بالصحراء الجزائرية إلى موقعها الجغرافي، وكذا شساعة مساحتها التي جعلتها لأن تكون مركزا ناجحا لإنشاء مشاريعها الاقتصادية بما فيها السكة الحديدية و الصناعة العسكرية الحديثة، بالإضافة إلى قلة السكان فيها وتوفرها على كم هائل من الثروات الباطنية والإمكانيات الاقتصادية الضخمة التي أهلتها لأن تكون نقطة تركيز واهتمام للمستكشفين الأجانب على اثر هذا قامت فرنسا بسلسلة من التجارب النووية في الصحراء، وهي من أبشع الجرائم التي نفذتها في الجزائر وبالتحديد في منطقتي رقان بادرار من سنة 1960 الى 1961 أولى عملياتها اليربوع الأزرق بطاقة فاقت قوة تفجيراتها ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما باليابان 1945 ، تلتها ثلاث تفجيرات أخرى الأبيض الأحمر والأخضر، وانتقلت بعد ذلك إلى منطقة اين ايكر بالهقار حيث أجريت 13 تجربة نووية باطنية من 1961 إلى 1966 ، وارتكاب فرنسا لهذه الجريمة الشنعاء سعيا منها الالتحاق بالنادي النووي وإظهار مكانتها وقوتها أمام دول العالم.وقد أصبحت المناطق الصحراوية موضعا للنفايات المشعة وبقائها متنافرة على سطع التربة هنا وهناك، ضف إلى ذلك الأطنان الكبيرة من المعدات المشعة والأدوات المستعملة التي لم يجد لها الفرنسيون حلا للتخلص منها سوى شق باطن الأرض ووضع حفر عميقة لتكديسها .لكن الخطر بها باق وسيضل باقي السنين فإلى يومنا هذا مازالت هذه المناطق المتضررة من الإشعاعات تدفع ثمن جرائم لم تكن في الحسبان ولم تتوقع أن نتائجها ستكون كارثية هكذا. إذن فملف التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية معيار ثقيل وموضوع تعويض ضحايا هذه التجارب النووية مازال مفتوحا ، ومازالت فرنسا تتجاهل المطالب المشروعة لضحايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائر المتزايدين الذين تختفي بعضهم في صمت بعد صدور قانون التعويضات النووية الفرنسية ومرسوم تنفيذه .