الإنتاج الفكري لأعلام الجزائر المعاصرة مصطفى الأشرف نموذجا

Abstract

إن التاريخ الجزائري يعاني من صعوبة كتاباته، وهذا راجع لمشكلة الحقبة الاستعمارية وإن الحقل الثقافي لم يتشكل بعد، لعدم وجود قوانين تحدد طبيعته ومبدأ عمله، إلا أنه رغم هذا استطاع المثقفون استرجاع كرامة الشعب، وأراضيهم المسلوبة، فكلهم عملوا على أن يعيش الشعب الجزائري في كرامة وإنسانية.ساهم هؤلاء المؤرخون بجهودهم الفكرية في إبراز المساهمة الحضارية والإنسانية للقطر الجزائري وأصالته خلال الفترات السابقة ،ودف انتماءه الحضاري للعالم العربي والإسلامي وان الاختلاف الثقافي في بنية النخب في الجزائر، هو حقيقة تاريخية يمكن الوقوف عليها إذا ما عدنا إلى دراسة التاريخ السياسي للجزائر. فهؤلاء المؤرخون كانوا يدعون إلى مدرسة تاريخية وطنية وذلك لإعادة كتابة التاريخ الجزائري الوطني بعيدا عن الرؤية الاستعمارية الفرنسية ذاتية الطرح، والتي سخرت للتواجد الفرنسي واستمراريته .نجد أن مصطفى الأشرف في دراسته حريصا في تحري الصدق والموضوعية والتجرد إلى ابعد الحدود من الذاتية والجرأة في أعقد المسائل وأخصها ،حتى تلك المتصلة بالتاريخ المعاصر للجزائر، والذي يعد أحد وجوهه وهذا ما قرأناه في كتابه الجزائر الأمة وا. فهو من أهم المفكرين في الجزائر فهو صحافي و مفكر، و قائد عاش تسعين عاما بعد بروزه، قدم أعمالا من خلالها تجاوز مداها حدود الجزائر ومحيطها العربي وقضاياه هي قضايا الإنسان، وأما همومه فهي تتجاوز كل ما يمنع هذا الإنسان من تحقيق مبتغاه، فقراءة كتبه متسلسلة في الزمان تعطي انطباع أنه ولد أكثر من مرة .وبالتالي تميزت حياة الأشرف بالعلم و الاجتهاد والتضحية،وقد حاولنا رسم خطوطها في هذا البحث، وأشرنا من خلال السرد التاريخي إلى عدد منها مع إدراك منا لقصورنا و قلة حيلتنا في الإحاطة بكل نشاطاته و مواقفه في مسيرته الشخصية الطويلة .في نهاية هذا البحث الأكاديمي لابد من الإقرار بدور الأعلام المعاصرة في كتابة تاريخنا المعاصر بصفة عامة و مصطفى الأشرف بصفة خاصة، كونه عمل كرجل فكر وأن رسالة قاصرة بالإحاطة بكل أعماله.