ابو بكراللمتوني ( ت 480 ه) ودوره في الدعوة وانتشار الإسلام في إفرقيا

Abstract

إن البحث في التاريخ الإسلامي ممتع وشيق و فيه كثير من الخفايا العظيمة، وهو صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنَ ق تَفِ ي أثرها، ونقف أيض اً على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها.تمكن عبد الله بن ياسين واب ا رهيم بن يحيي من تأسيس رباط في نهر السنغال وذلك بعد رحيلهم من ديار الملثمين، حيث مثلت دعوته النواة الأولى لقيام دولة الم ا ربطين، وكان هدفه هو ترسيخ الإسلام الصحيح في نفوسهم وتوفير الأمن والاستق ا رر في الصح ا رء. سار عبد الله بن ياسين على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال اتخاذه الدين الإسلامي أساس الدعوة مستنداً الى المذهب المالكي، وتمكن عبد الله بن ياسين أن يقضي على الفتن في القبائل لمتونة وجزولة وغيرها، ومُرسي قواعد الدين الإسلامي في بلاد المغرب. امتازت الدولة الم ا ربطية بإنجا ا زت كبرى في مجال الفتوحات ونشر الإسلام في افريقيا وقدمت شخصيات فذة تركت آثا ا رً ضخمة في المجال السياسي والحربي والإداري، واستمرت بقيادة المسلمين –آنذاك- على اختلاف أجناسهم وألوانهم وطموحاتهم ، وهناك ما كان يجهل حتى أسماءهم، وما شخصية أبو بكر بن عمر اللمتوني إلا واحد منهم . امتاز أبو بكر بن عمر بشخصية قيادية فذة ت ؤهله لِأ ن يكون ضِ من القادة الكبار في التاريخ الإسلامي، ولكن أهمل المؤرخون هذه الشخصية مما أخْ فَى معالمها الحقيقية بالرغم من أنه كان متفوق اً. أُعْتُبِرَ أبو بكر من أعظم القادة الم ا ربطين و أت قاهم وأكثرهم ورع اً، كان داعي اً إلى الإسلام إلى دين الحق والعدل والمساواة، ولقد امتاز بالشجاعة و الأمانة والزهد والتواضع والثقة والاهتمام بالرعية وغيرها من الصفات.تنازل أبي بكر عن الإمارة لابن عمه يوسف بن تاشفين وذلك بحضور أشياخ لمتونة وأعيان الدولة والكتّاب والشهود، فلقد استطاع يوسف أن يكسب ثقة الأمير أبي بكر. رجع أبو بكر بن عمر الى الصح ا رء لمتابعة جهاده بعد تخليه عن الامارة، وكانت وجهتها الى غانة الوثنية فقد اشتهرت هذه المملكة بقوة جيشها وكثرة عددها، فسعى أبو بكر الى السيطرة عليها وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الحادي عشر تحديداً في عام 1076 م والتي انتهت بسقوط الإمب ا رطورية غانة.