الجدل الفكري وأثره على حركة التأليف بالأندلس (ق4-6ه10-12م

Abstract

تبقى مرحلة القرن( 4-6ه/10-12م) من تاريخ الأندلس استثناء، من حيث ظاهؤة الجدل والتأليف فيه، فقد شهد هذا الجزء من العالم الإسلامي تنوعا في الجدل والتأليف، حيث شمل جدلا فقهيا وكلاميا وفلسفيا، ولابد من الإشارة ان الجدل قد مر بثلاث مراحل، مرحلة الجدل الفقهي بسيط المسائل محدود الوسائل ثم جدل فقهي أصولي متجدد المسائل والوسائل، ويومها استفاد هذا النوع من الجدل من أساليب أهل علم الكلام والمناطقة، تجلى ذلك من خلال المسائل الاصولية التي أقحمت في الجدل كالقياس والإستحسان والمصالح المرسلة، وقد كان هذا النوع من الجدل قائما بين المالكية وأهل الظاهر بالأندلس مما أثر وأثرى حركة التأليف في الأندلس، ونشط هذا النوع من الجدل فقهاء وعلماء كبار من أمثاله ابن حزم والباجي وبن العربي المعافري وغيرهم كثر، ثم مافتئ هذا النوع من الجدل ان وسع مجاله الى جدل عقدي (كلامي)، حيث جمع أهل السنة ومخالفيهم من شيعة وخوارج ومعتزلة وأشاعرة، فاشتد الجدل بينهم حول بعض المسائل الكلامية وتحول هذا الجدل فأثر على التأليف إيجابا بل شمل الردود من خلاله وهو الذي أثر وأثرى على حركة التأليف بالأندلس، وقد أثرى هذا النوع من الجدل ابن عبد البر وبن حزم وبن عامر وغيرهم، لم يتوقف الجدل على النوعين السابقين بل انتقل الى جدل أعلى وأرقى هو الجدل الفلسفي، والذي توسعت دائرته بعد أن ظل محدودا وممقوتا خلال القرن 5 و 6 الهجريين ، 11 و 12 الميلاديين، أثار الجدل الفلسفي مسائلا جديدة على مستوى الساحة الأندلسية نذكر منها مسألة محاولة التوفيق بين الشريعة والحكمة الفلسفة والتي قوبلت بالرد والرفض لكل ماهو فلسفي في مجال الشريعة الإسلامية، وأشهر المشاركين في هذا النوع ابن الصائغ( بن باجة)، وبن طفيل وبن رشد الحفيد وانتهى هذا الجدل الى كثافة في التأليف.