العوامل المؤثرة في اختيار استراتيجيات الخطاب

Abstract

جاء هذا البحث ليطبق أداة من أدوات التداولية وهي الإستراتيجية في الخطاب فقد جئنا بمفهوم الإستراتيجية في الخطاب وأنواعها، وقد تتطلب فحصها التأسيس لها نظريا، انطلاقا من استحضار السياق بعناصره المكونة له التي تساهم في توجيه الخطاب، وتساهم في تجسيده في صورة نهائية مما جعلنا نصنفها وفقا لمعايير واضحة، ولا تقع هذه المعايير خارج الخطاب، بل هي جزء مكون له انطلاقا من أنها سياقية بوجه أو بآخر، فكانت ثلاثة معايير وهي: المعيار الإجتماعي: العلاقة بين طرفي الخطاب، وتكمن أهمية هذا المعيار في أنه من أصل في مفهوم الخطاب وفي نسيجه اللغوي، فلا يمكن ان يكون هناك خطاب إلا من خلال ذاتين تمثلان ذات المرسل، وذات المرسل إليه، المعيار اللغوي شكل الخطاب، كون الخطاب لا يتجلى إلا باللغة ولا يكمن دور اللغة في تجسيد الخطاب إلا دون مرجعية معينة، بل يحيل الخطاب إلى المرسل بالدرجة الأولى ليغدوا قصد المرسل مركزا في الخطاب، معيار هدف الخطاب وذلك انطلاقا من أن المرسل لا يستعمل اللغة إلا لهدف معين وهذا الهدف لا يتحقق إلا بآليات محددة وأدوات لغوية معينة، وقد كان الإقناع ومزال من أهم الأهداف التي يتوخى المرسل إلى تحقيقها، وقد نتج عن تطبيق هذه المعايير في الخطاب والاعتداد بها عند التلفظ بأربع استراتيجيات عامة وهي: الاستراتيجية التضامنية، الاستراتيجية التوجيهية، الاستراتيجية التلميحية، استراتيجية الإقناع، وقد اتضح لنا من خلال هذا البحث ان كلا منها تختص إلى حد ما بأدوات لغوية وآليات تناسب سياق استعمالها.