صدر الاسلام و الدولة الاموية

Abstract

تتناول هذه المحاضرات بالدراسة ،حقبة جوهرية من التاريخ الإسلامي ، ونقصد بها " صدر الإسلام والدولة الأموية " فهذه الفترة تمثل أس هذا التاريخ الطويل وركيزته التي يقوم عليها ، واللبنة الأساسية التي تشكلت عليها خطوطه عبر مراحله اللاحقة ، وطبعته بطابعها ولاشك أن دراسة تاريخ العرب في الجاهلية ، أي الفترة التي تسبق هذه الحقبة ، تمثل منطلقا أساسيا لفهم إتجاه الأحداث في هذا التاريخ ، إذ لا يمكن تفسير الكثير من الظواهر الإجتماعية والإقتصادية وغيرها في العصر الإسلامي إلا إذا فتشنا عن أصولها القديمة في عصر الجاهلية ، ولذلك يشكل البحث في التاريخ السياسي والإجتماعي للعرب في العصر السابق للإسلام ، ودراسة المنابت الأولى لحضارتهم ، محور إهتمام الكثير من الدراسات والباحثين .وهو أيضا جدير بالعناية وبذل الجهد بغرض توضيح الصورة المشرقة للنهضة العربية الإسلامية التي يجب أن توضع في مكانها اللائق في مضمار الحضارة الإنسانية وشبه الجزيرة العربية بموقعها المركزي في العالم القديم ، وببنيتها الجيولوجية وطابعها الجغرافي الصحراوي الجاف ، وجنسها العربي الذي يعد من أقدم الأجناس البشرية على سطح الأرض ، قد اختارها الله عزوجل لتكون مهد الإسلام ، وشرفها بأخر الرسالات ، وبمحمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، ولاشك أن لهذا الاختيار مسوغاته وحكمته ،قد تتكشف لنا بعضها في ثنايا الدراسة الاجتماعية والسياسية والثقافية لأوضاع العرب في العصر الجاهلي وبما أن الرسل – عليهم السلام – هم طليعة التغيير الحضاري عبر التاريخ ، فقد أهلهم الله سبحانه لتبليغ رسالاته إلى الناس ،وتحقيق عبوديتهم له ، فمن هذا المنطلق نتساءل : كيف أعد محمد – ص- إعدادا رساليا متكاملا لتحمل المسؤولية التي كلف بها ؟ وماهي الظروف البيئية والوراثية التي ساهمت في تكوينه الخلقى والخلقى ، وفي صياغة بنيانه الجسدي والنفسي وقدراته العقلية قبل بعثته ؟فمن خلال تسليط الضوء على حياة النبي –ص- قبل البعثة نتعرف على المراحل التربوية الأساسية التي تكونت عبرها شخصية الرسول –ص- الدعوية والرسالية و،نتلمس العناية الفائقة التي حضي بها من طرف أسرته وساهمت في صقل هذه الشخصية نفسيا وإجتماعيا وحتى سياسيا