النصارى في المغرب الإسلامي على عھدي المرابطین والموحدین

Abstract

تواجد النصارى الذين يعتبرون من أهل الذمة في المغرب الإسلامي بعد أن قبلوا العيش تحت راية الإسلام مقابل دفع الجزية والحفاظ على حقوقهم إلى حين ظهور الدويلات المستقلة حيث تكاثف عددهم وكانت قوة ظهورهم خلال عصري المرابطين والموحدين. فالعصر المرابطي شهد توافد عدد من النصارى والعيش داخل هذه الدولة والمشاركة في عديد المجالات لاسيما العسكرية منها, مما ميز هذا العصر عصر انفتاح على الطائفة النصرانية ما جعل تزايد عددهم بشكل ملحوظ داخل السلطة والمجتمع مقارنة بالعصور السابقة حيث اتسمت الحياة الاجتماعية لنصارى المغرب بالاستقرار إلى حد تخصيص أحياء لهم من طرف المرابطين, رغم أن معظم الدراسات الغربية اتهمت هذا العصر بأنه عصر اضطهاد وتهميش لهم مستندين في ذلك على عدة أحداث تترأسها:" حادثة تهجير النصارى من غرناطة" إضافة إلى "حادثة منعهم من إقامة كنائسهم في حواضر المغرب" لكن لهذه الأحداث تداعياتها, فطبيعة تلك الحقبة والخطر الذي أحدثه ألفونسو ومملكة قشتالة على الوجود الإسلامي في الأندلس لعبت دورا في بلورة موقف المرابطين من ممارسة الحرية الدينية للنصارى. بينما في العهد الموحدي ورغم وجود بعض التداعيات الراجية إلى توتر العلاقات بين النصارى على تصريحات الخلفاء الموحدين في هذه المرحلة التي تميزت بنوع من الصرامة. والحقيقة لحذر الموحدين من النصارى دوافع عديدة منها: موقفهم مع المرابطين أواخر عهدهم والتجسس على المسلمين لحساب النصارى, ومع كل ذلك إلا أن الخلفاء الموحدين انتهجوا سياسة التسامح معهم داخل المجال الموحدي مما أدى إلى ازدياد نفوذهم في الآونة الأخيرة من هذا العصر والاعتماد عليهم عسكريا وماديا حيث أصبح دورهم في الجيش أساسيا.