البلاغة العربية و مقولات الجنس الادبي -بحث في الاسس و الآليات

Abstract

عرفت الساحة النقدية والأدبية تطورات عديدة مست الجانب الفكري والفني لدى النقاد والأدباء، ومن بين هذه المواضيع التي اعتنت بها الدراسات النقدية والأدبية، ذلك الذي حمل عنوان نظرية الأجناس الأدبية، التي اختلفت فيها الآراء وتعددت التصورات اتجاهها، فكانت أول بادرة لهذا الطرح وليد البيئة الغربية، والفلسفة اليونانية بالذات وعلى يد أرسطو وأفلاطون بالخصوص، ثم توالت الجهود حول هذه النظرية الغربية، حتى امتدت جذورها إلى الساحة العربية، وهي قديمة الحضور فيها قدم حضور الشعر والنثر، لأن العرب اهتموا بالتمييز بين الأجناس الأدبية بين ما هو شعري وغير شعري، وبين ما هو مسجوع وغير مسجوع، وغيرها من التصورات التي شهدت تنوعا كبيرا وخاصة لدى البيئة الغربية. وارتباط هذا الجانب المعرفي بالبلاغة ليس بالجديد، ولكن ارتباطه بالبلاغة العربية ما هو إلا محاولة لتقليد الجهود الغربية، ويستثنى من هذا جنس الشعر لكونه يمثل مولد كل علوم اللغة العربية ؛ باعتباره مصدرا لمعالمها المعرفية ودليلا لها ومنها البلاغة العربية بمختلف علومها، وكذلك جنس الخطابة لكونه اعتنت به علوم البيان في تصويب وتقويم البعد الإبلاغي والتبليغي، أما جنس السرد وغيره من الأجناس الأخرى التي لم تشهد البلاغة العربية العناية بها ولا اعتناء جنس السرد بالبلاغة العربية، وما الجهود في هذا الباب إلا تقليد للجهود الغربية لهذا الباب المستجد في الساحة العربية، خاصة في هذا الصنف من الأجناس الأدبية.