الاستشراف في الحديث النبوي ( الواقع السياسي للمسلمين اليوم من خلال كتب الحديث

Abstract

يعتبر القرآن الكريم الكتاب الوحيد الذي تحدى القراء والنقاد، على ان يؤتوا بمثله او بجزء منه، او بسورة واحدة منه، ثم اخبرهم بكل يقين انهم لم يقدروا ولن يقدروا، وهنا يمكن الاشارة الى قمة الأعجاز في النص القرآني، من حيث الصيغ والتراكيب والمعاني، والقدرة على التنبؤ، واستشراف المستقبل، حيث ان القرآن الكريم اشار الى احداث النهاية، والى وضع المسلمين وعلاقتهم بغيرهم من الامم في العصور القادمة، لكن بقي الاستشراف القرآني عاما ولم يفصل في تلك الوقائع، وهنا جاء دور الحديث النبوي والذي يعتبر احد اشكال الوحي غير المباشر، والذي جاء في شكل تنبؤات وتوقعات لحال المسلمين في اخر الزمن، حيث اشار النبي صلى الله عليه وسلم بدقة متناهية الى حال المسلمين وكيف ان ابتعادهم عن الفهم الصحيح للإسلام، ستترتب عليه صراعات داخلية بين المسلمين وانقسام وتشظي للامة، بالإضافة الى تحولها الى هدف من طرف غيرها من الامم، وقائع نعيشها اليوم كما اشارت اليها الاحاديث النبوية الشريفة، وهذا نوع اخر من الاعجاز القرآني، الذي تولى النص الحديثي مسؤولية التعبير عنه، وهو اعجاز متعلق بالوضع السياسي والجغرافي والجيوستراتيجي لواقع المسلمين، وهو يشير ايضا الى مدى تعلق المشروع السياسي للمسلمين بالنص الديني، وان اي تحول عن الاسلام سيؤدي الى تحولات عميقة تتعلق بواقع المسلمين في الجانب السياسي والاقتصادي والامني، وهذا ما سنحاول ابرازه من خلال الاعتماد على نصوص حديثية تحمل اشارات استشرافية.