الرمز في الأدب الجزائري الحديث " شعر الثورة نموذجا"

Abstract

لم يكن الأدب العربي بعيد ا عن حركة التحول إلى المدرسة الرمزية التي عزت وطغت علی الادب العالمي والفكر الغربي، فانتقلت الرمزية إلى الأدب العربي علی يد أدباء ورواد أمثال عبد الرحمن شكري واحمد زكي أبو شادي. ففي الأدب العربي المدرسة الرمزية لم تظهر محدودة كما ظهرت المدارس الأخری بل دخلت أعمال أدباء العرب من خلال اطلاعهم علی الثقافة الغربية. ونجد أمثلة كثيرة للمدرسة الرمزية في قصائد الشعر الحر الذي مال اليه معظم الشعراء المعاصرين، مثل صلاح عبد الصبور، محمود درويش، وبدر شاكر السياب وغيرهم . أهم المبادئ والافكار في المدرسة الرمزية : 1- الابتعاد عن الواقع ، واستخدام الخيال بحيث يكون الرمز هو المعبر عن المعاني العقلية والمشاعر العاطفية . 2- الابتعاد في الشعر عن الاوزان التقليدية, و استخدام الشعر المطلق مع التزام القافية أو الشعر الحر . 3- الغموض, وهو الابتعاد عن أسلوب الوضوح والدقة والمنطق والخطابة والمباشرة هو ما يخيم على القطعة الادبية لا يفهمه الا اصحاب الاحساسات الفنية المرهفة . 4- الإيحاء, إذا كانت الكلاسيكية تنقل المعاني عن طريق العقل والرومانسية عن طريق الانفعال " العاطفة" فان الرمزية تقو بنقل هذه الافكار الى القارئ و تقريب الصفات المتباعدة عن طريق الايحاء . 5- الموسيقى الشعرية, موسيقى اللفظة والقصيدة والاستفادة من الطاقات الصوتية الكامنة في الحروف والكلمات مفردة ومركبة ومن التناغم الصوتي العام في مقاطع القصيدة . 6- الأسلوب التعبيري, بحثت الرمزية عن أسلوب جديد لها و هو عن طريق اثارة الأحاسيس وتحريك القوى التصورية و الانفعالية و هو يقو على اللمح و الومض ونقل المشاعر جملة بشكل مكثف غير مباشر . 7- لغة الاحساا، تعتمد الرمزية في صورها على معطيات الحس كأدوات تعبيرية كالألوان والاصوات والاحسا س اللمسي والحركي ومعطيات الشم والذوق أما في الأدب الجزائري أعتبر الرمز من أهم الأساليب التي وجد فيها الشاعر ضالته ويجعل للمعاني لباسا جديد ا يمكنه من التنقل بحرية في بحور الألفاظ ويغترف من محيطه رموزا تخد موضوعه وتشير إلى المعنى الأصلي. فالرمز رغم جدته كان له أثر بالغ في تطوير الشعر الثوري الجزائري والآن نتحدث عن ماهية هذا التطور فمن المعلوم أن الشعر الرمزي حمل معه قواعد جديدة في نظم الشعر من خلال العناصر المستحدثة كإدخال الدين والمرأة والوطن في القصيدة الواحدة وذلك من أجل إضفاء جمالية. إن الثورة الجزائرية التي جعلت من المستحيل ممكنا وقدمت أبناءها شهداء في سبيل الحرية هي نفسها التي أحيت الشعر وأعادت بعثه في قالب رمزي زينته التجربة الشعرية الثورية التي ميزتها العاطفة الصادقة والتصوير الحي.