التدخل الدولي البيئي واثره على سيادة الدول

Abstract

نبع مبدأ عدم التدخل من الحق السيادي للدول ليشكل ضمانا لحفظ سيادتها، لذلك تأثر مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بالتغيير الذي طرأ على السيادة، فقد ولى عصر السيادة المطلقة وأمسكت السيادة النسبية بزمام القواعد القانونية، فالسيادة النسبية هي الأكثر تكيفا وملائمة للتطورات الدولية السريعة، وبتراجع مفهوم السيادة من الإطلاق إلى النسبية انحصرت اختصاصات الدول، فانتقلت بعض القضايا التي تعد ضمن الاختصاص الداخلي إلى الاختصاص الدولي، ومن بينها قضايا حقوق الإنسان وحرياته الأساسية،ومن بين تلك الحقوق حق البشرية جمعاء في التمتع ببيئة نظيفة وغير ضار بالإنسان، وأي انتهاك أو تعد عليها يعطي الدول شرعية تجاوز مبدأ عدم التدخل إلى واجب التدخل لحماية البيئة، وعليه توالت المعاهدات والمواثيق الدولية تثبت هذه الشرعية بغية الحفاظ البيئة ومنها الحفاظ على الأمن والسلم الدولي الذين يعدان من أهم أهداف قواعد القانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، فالإنسانية تسمو على مبدأ السيادة ولن تشكل السيادة بصورتها الجديدة عائقا أمام الحفاظ عليها وصيانتها.