تأثير أحداث وتطورات الحرب العالمية الثانية على نشاط حزب الشعب الجزائري (1939-1945)

Abstract

تتناول هذه الدراسة نشاط حزب الشعب الجزائري خلال الحرب العالمية الثانية، التي شهدت أحداثا وتطورات كان لها انعكاس مباشر على نشاط الحزب، واهم هذه الأحداث بروز دعاية دول المحور في بلدان المغرب العربي بما في ذلك الجزائر، وانهزام فرنسا أمام الألمان سنة 1940، بالإضافة إلى نزول الحلفاء بشمال إفريقيا سنة 1942، وبروز فكرة حق الشعوب الصغيرة في تقرير المصير، وصولا إلى زيارة الجنرال ديغول إلى قسنطينة سنة 1943، حيث حاول الحزب استغلال هذي الأحداث لتكثيف نشاطاته والتغلغل في أوساط الجماهير، وغرس الأفكار الاستقلالية في الأوساط الشعبية، فرغم أن الحزب تعرض للحل قبيل اندلاع الحرب، ورغم الأحكام القاسية التي تعرض لها بعض عناصره، بالسجن والنفي والغرامات المالية، إلا انه تمكن من قيادة الحركة الوطنية وفرض نهجه الاستقلالي بفضل حيوية وخبرة أعضائه، كما أن النشاط السري للحزب ووجود بعض العناصر في السجون ومنهم رئيس الحزب السيد مصالي الحاج، ساعد على انضمام عناصر جديدة كان لها دور فعال في تعميق الفكر الاستقلالي لدي الجماهير، وتوسيع القاعدة الشعبية للحزب، من خلال تأسيس الخلايا في مختلف المناطق، وتوزيع المناشير والكتابات الحائطية، وإصدار الصحف، ورغم أن الحزب تحالف مع العناصر المعتدلة في بعض المحطات وذلك لما تتطلبه طبيعة المرحلة، إلا انه حافظ على نهجه الاستقلالي ورفضه للمشاريع الإصلاحية، وحث مختلف التيارات الوطنية على تبني المطالب الاستقلالية