التّاريخ بوصفه ممارسة نقديّة ونشاطا اجتماعيّا وسياسيّا عند المفكّر الجزائري عبد المجيد مزيان

Abstract

عرف الفكر النّقديّ المعاصر إقبالا غير مسبوق على دراسة الثّقافة ضمن منهجيّة تاريخيّة جديدة تبحث في العلل المادّية والمعنوّية المتحكّمة في ازدهار الأمم وانهيارها سياسيّا وفكريّا واجتماعيّا، باعتبار أنّ الثّقافة لا تنفصل عن الأوضاع التّاريخيّة التي يمرّ بها البشر؛ وعليه يهدف هذا المقال إلى دراسة العلاقة الجدليّة بين التّاريخ والثّقافة، من خلال تسليط الضّوء على أثر الماضي في الثّقافة المعاصرة، ومساهمته فيما تخفيه من أنساق، باتّباع مقاربة نقديّة ثقافيّة تتناسب مع رؤية المفكّر الجزائري عبد المجيد مزيان. ذلك أنّ التّاريخ هو الضّامن للحدّ الأدنى من الهويّة، وهو المبيّن لجذور المصطلحات وأصول النّظريّات، فحتّى الغرب الذي يدّعي العدول عن التّاريخيّة إلى الوصفيّة لا يزال يفتخر بحضارة الإغريق والرّومان، ويأخذ عن فلاسفة اليونان، وبالتّالي صار من الضّروري إعادة قراءة التّاريخ وتحليله وتفسيره، وفق رؤية كلّ جيل من المثقّفين، لأنّه السّبيل لمحافظة الأمّة على مكاسبها، وتفعيل قيمها المادّية والمعنويّة