انتفاضة محمد الغرنوق جنوب فرندة عام 1854 ضد الاحتلال الفرنسي دراسة من خلال الأرشيف والكتابات الفرنسية

Abstract

يندرج هذا المقال ضمن الدراسات المونوغرافية، ويرمي إلى التعريف بمقاومة شعبية هامة شهدتها منطقة جنوب فرندة ضد الاستعمار الفرنسي شهر ماي عام 1854 تحت قيادة محمد بن عبد الله الغرنوق الذي ينتمي إلى إحدى قبائل الأحرار. وقد تمكن من تعبئة مجمل قبائل جنوب فرندة، كما ربط علاقات أهلته إلى المضي في مشروعه الجهادي على أن تلتحق به بقية القبائل في فترة لاحقة. غير أن السلطة الفرنسية تمكنت بشبكتها التجسسية الواسعة وقياداتها الأهلية النشطة من كشف هذا المشروع ووأده في مهده من خلال تعبئة طاقاتها البشرية الهائلة واستغلال إمكاناتها المادية القوية، وهو ما أدى في النهاية إلى إلحاق الضرر بالقاعدة الشعبية التي كانت قد عولت عليها المقاومة، خصوصا من خلال عقوبة التهجير الجماعي إلى جهة تيارت، والنفي خارج الجزائر لاسيما إلى سانت مارغريت. وتتمحور إشكالية الموضوع حول ظروف هذه المقاومة وعلاقاتها على مستوى الغرب الجزائري جهتي سعيدة ومعسكر، ثم تأثيراتها على الإدارة الفرنسية وعلى قبائل المنطقة خصوصا قبيلة الحسينات التي احتضنت الثائر المذكور ووفرت له الأرضية البشرية التي اعتمد عليها عند انطلاق مشروعه. من النتائج الكبرى المتوصل إليها في نهاية هذه الدراسة: شمولية المقاومات الشعبية الجزائرية في القرن التاسع عشر، حيث لم تتأخر أي منطقة عن اللحاق بركب المقاومة. التنسيق العضوي بين المقاومات، وهو ما يتضح من خلال تحرك غريس وزدامة مع تحرك الغرنوق، وقد عملت هذه الخاصية على تعطيل المشروع الاستعماري نحو الجنوب مدة زمنية ليست باليسيرة. ضخامة الجهد البشري المبذول في المقاومة ابتداء وفي تحمل نتائجها لاحقا، وهذا ما يتبين من خلال العقوبات القاسية التي سلطتها الإدارة الفرنسية على قبائل المنطقة خاصة على الحسينات. الكلمات المفتاحية: مقاومة؛ شعبية؛ الغرنوق؛ الحسينات؛ الأحرار؛ جنوب فرندة.