الأسرة الزيرية الحاكمة في غرناطة

Abstract

لقد ساعدت الظروف أبناء زيري في إقامة دولتهم، وذلك بعد حالة التشرذم التي عاشتها الأندلس حتى قبل سقوط الخلافة في الأندلس فعليا، ذلك أن الخلافة سقطت في عام 422 ه غير أن دول الطوائف قامت قبل ذلك بأعوام ومنها إمارة بني زيري في غرناطة والتي قامت سنة 403 ه على أقرب تقدير. وكان سيد بني زيري في تلك الحقبة زاوي بن زيري الصنهاجي وهو الذي يعود له الفضل في إقامة دولتهم في الأندلس نظرا للتضحيات الجسام التي قدمها في سبيل تحقيق ذلك. ومع ذلك فإنه لما استتب له الأمر ترك بلاد الأندلس ورجع إلى بلاد المغرب حيث عاش أيامه الأخيرة هناك تاركا خلفه الملك والإمارة لأبناء أخيه ماكسن. ومن بين أشهر ملوك غرناطة الزيرية باديس بن حبوس الذي توسعت في زمنه رقعة الدولة وأصبح لها شأن وذاع صيتها في الأفاق. عرف بحزمه وشدته، على أنه يعاب عليه أنه قرب اليهود، فهو أول من استوزرهم وأشركهم في الحكم، حتى صاروا يأمرون وينهون بل ويدبرون المكائد حتى بلغ بهم أن قتلوا بلقين ولد باديس وولي عهده. وحكم من بعده حفيده عبد الله بن بلقين الذي سقطت في عهده دولتهم على يد الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين الذي أنزله عن الحكم ونفاه الى المغرب ليعيش أيامه الأخيرة بها.