عوامل الانحراف والاتجاهات النظرية المفسرة للسلوك الانحرافي

Abstract

إن الانحراف من الظواهر الاجتماعية الخطرة على الفرد والمجتمع على حد سواء، فهي بشكل عام تهدم النظام الاجتماعي وتهدد مستقبل الأمم، من ذلك جاءت ضرورة دراساتها والبحث عن أسبابها والخروج بحلول تقضي أو حتى تقلل من حدتها.وقد اختلفت الاتجاهات والنظريات التي تعمد إلى تفسير السلوك المنحرف كل حسب العوامل التي يرى أنها سبب في قيام الفرد بالسلوك الانحرافي، فمنهم من يأخذ بالتفسير الذاتي للفرد راجعا بذلك لعوامل داخلية تتصل بالتكوين الشخصي: الجسماني، العقلي أو النفسي، محاولا البحث في سبب السلوك الإجرامي في داخل الفرد نفسه، بينما هناك من يأخذ بالتفسيرات الاجتماعية ويرجع بذلك السلوك الانحرافي إلى الظروف الاجتماعية والبيئة المحيطة كالأسرة، المدرسة، الرفاق، والظروف المادية والمعيشية الخاصة بهذا الأخير ، وتعمد مجموعة أخرى إلى الربط بين الاتجاهين السابقين وتكاملهما في تفسير السلوك الانحرافي، باعتبار السلوك المنحرف هو نتاج لمجموعة من العوامل وإن كان دائما هناك عوامل رئيسية وأخرى ثانوية. من هنا تأتي ضرورة البحث في هذه العوامل المسببة واعتماد التفسير المناسب من أجل تدارك السلوك المنحرف وتقويمه لتأهيل الفرد ليصبح فردا سليما في مجتمعه.