التحليل البنيوي للخطاب في الدرس اللساني العربي-دراسة في المعلقات

Abstract

كان لظهور البنيوية على الساحة الأدبية واللغوية والنقدية العالمية الأثر البارز في الانتقال بالبحث اللغوي عموماً، والأدبي على وجه الخصوص من المجال الضيق الذي كان يحصر منهجية البحث في البحث عن البنية الأسلوبية التي يتميَّز بها كلُّ كاتب عن غيره من الكتَّاب، والبيئة التي ينتمي إليها والذي ضيق من طبيعة البحث، إلى فضاء أوسع يتم من خلاله البحث عن بنية اللغة التي كتب بها النص الأدبي، أي إلى البحث عن النسق العام الذي يحكم العلاقات القائمة بين الوحدات اللغوية والتي بموجبها يعتبر النص أو الخطاب بأنَّه عبارة عن بنية كلِّية متكاملة. يسعى هذا البحث إلى تطبيق المنهج البنيوي على نصوص من التراث الأدبي العربي التي تعتبر من أرقى ما جادت به قرائح الشعراء الجاهليين، ألا وهي المعلقات، حيث سعينا من خلاله إلى دراسة نصوص من التراث العربي القديم دراسة بنيوية بأدوات علمية منطقية من منظور اللسانيات الحديثة وقد توصَّلنا في بحثنا هذا إلى أنَّ اللغة العربية لغة حيَّة يمكن تطبيق المناهج الحديثة عليها، ولكن في إطار خصوصياتها التي تميِّزها عن غيرها من اللغات، وبالتالي فاللغة العربية ليست بمعزل عن التطور الكبير الحاصل في مجال البحث اللغوي، خاصَّة النظريات اللسانية الحديثة التي كان يُظَنُّ إلى وقت قريب أنَّها مستعصية على اللغة العربية، ولكن مع كثرة الأبحاث والدراسات تبيَّن أنَّه بالإمكان تطبيق هذه النظريات على اللغة العربية.