أضواء على خطة الكتابة على عهد الموحدين

Abstract

تعتبر الدولة الموحدية في بلاد المغرب الإسلامي من أهم الكيانات السياسية التي بسطت نفوذها على هذه المنطقة، وإذا كانت الدراسات المتعلقة بتاريخ هذه الدولة من الناحية السياسية مستفيضة، وتكاد تحيط بهذا المجال من كل جوانبه، فان الاعتناء بالمجالات الحضارية لتاريخ المغرب بصفة عامة والموحدين بصفة خاصة لا تزال بكرا، وقليلة كذلك، وذلك نظرا لحداثة الباحثين عهدا بها، وقلة المادة التاريخية المحفزة على خوض البحث في هذا الجانب من تاريخ المغرب الإسلامي من ناحية أخرى. ومن ثمّ؛ جاء هذا المقال ليتناول جانبا مهما من الجوانب الحضارية على عهد الموحدين،ألا وهو جانب النظم الإدارية، محاولة لتسليط الضوء على نظام حساس ومهم من النظم الإداريةألا وهو نظام الكتابة والدواوين، ويراد بالكتابة هنا؛ الكتابة الرسمية الصادرة عن السلطان إلى مختلف الجهات في الداخل والخارج، دون الحديث عن الكتابات الأدبية والمراسلات غير الرسمية. سنحاول في هذا الموضوع ضبط مصطلح الكتابة من الناحية اللغوية والاصطلاحية، كما سنبيّن مدى أهمية خطة الكتابة بصفة عامة، وعند الموحدين بصفة خاصة، مع التطرق إلى الشروط التي يجب توفرها في الكاتب، وأنواع كتّاب الدولة، مع ذكر اختصاصاتهم والأعمال المنوطة بهم مضافة إلى مهمة الكتابة والترسل. كما سنسلط الضوء في هذا المقال المتواضع على الوضعية المادية والاجتماعية التي كان يحظى بها الكتّاب، وذلك كله بالاستناد على الإشارات القليلة المتناثرة في ثنايا المصادر باختلاف أنواعها، إذ أن الموضوع لم تخصص له دراسات مفصلة في حدود علمي.