الفقارة ودورها في الاستيطان البشري وهيكلة البناء الاجتماعي في القصر من خلال نظام الخراصة قراءة سوسيولوجية لمجتمعات توات في بلاد القصور أدرار

Abstract

تعتبر ظاهرة الاستيطان البشري بالصحراء، أو ما يعرف بالتحضر ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة بغية اكتشاف الأسباب الأساسية المؤدية لها، ذلك أن الحضارات القديمة والتجمعات البشرية الأولى، كانت تقام بالقرب من المنابع المائية كالآبار والوديان(الحضارات المائية).كذلك التجمعات البشرية والعمرانية في إقليم توات، والمتناثرة هنا وهناك، الشبيهة بالأرخبيل من الجذر المتناثرة في البحر والمعروفة بـ"القصور" لا تشذ عن هذه القاعدة العلمية، فقد أقيمت في ذلك الوسط الايكولوجي الجاف أولاً، بالقرب من المنابع المائية كالوديان والآبار، وبعد جفافها أنجزت الفقارة لتأمين ضرورة الماء من أجل البقاء والاستقرار. وإذا كانت الفقارة في صحراء توات القاحلة أمنت الحياة وساهمت في الاستقرار البشري، في ذلك الوسط الايكولوجي الجاف، فأنها لم تتوقف عن ذالك بل ساهمت في رسم معالم البناء الاجتماعي التراتبي القائم على النسب واللون، وذلك من خلال نظام "الخراسة" وتمليك الماء. نحاول في هذه المداخلة توضيحه وذالك من خلال التركيز على محورين أساسيين هما: دور الفقارة في الاستيطان البشري في إقليم توات، وثانيا كيف ان الماء(الفقارة) أرست، وساهمت في وهيكلة البنية الاجتماعية في القصر. ذلك أن مجتمع توات، هو المجتمع الوحيد في العالم، وبعض مجتمعات صحراء المغرب العربي من بين المجتمعات الواحية التي تعرف نظام هيرولروجي (مائي) المتمظهر في نظام السقي التقليدي عن طريق الفقارة، وان وجد ما يشابهه في مناطق الصحراء، مثل جنوب إيران واليمن وبعض واحات العالم العربي، فليس هو بالكيفية المنظمة والتأثير الذي هو عليه بأقليم توات من حيث هيكلة التجمعات البشرية المعروفة ب"القصور" أكثر منه(الماء) أساسا للبقاء وبعث الحياة في الصحراء مثلما ما هو في بعض المناطق الجافة ليس إلا، وصياغة النظام الاجتماعي وكافة البنى الاجتماعية السياسية منها، والاقتصادية، لأنه يدخل ضمن الملكية الخاصة والرأسمالية الإنتاجية كونه ثرة حيوية ذات قيمة عالية في ذلك المجتمع. لكن قبل البدء يجب علينا القيام بتعريف "الفقارة" و"القصر".