دور منظمة العفو الدولية في حماية وترقية حقوق الإنسان

Abstract

إن منظمة العفو الدولية ومنذ إنطلاقها في عام 1961 ، أرسلت مناشدات عالمية دفاعا عن الألاف من ضحايا إنتهاكات حقوق الإنسان ، وهذا ما ساعد في تحسين أوضاع العديد منهم فأطلق سراح بعضهم من السجون ، وصدرت في حق الآخرين أحكام قضائية أخف وخضع وا لمحاكمات عادلة ، كما تلقوا معاملة أكثر إنسانية في المعتقلات وتم تخفيف أحكام الإعدام بحق الكثيرين . وبداية من 1973 ا زدت المنظمة من تحركاتها الدولية العاجلة دفاعا عن رجال ونساء وأطفال يتعرضون لخطر داهم ،وفي حوالي ثلث حالات التحرك العاجل الجديد سجلت المنظمة بعض التحسن في أوضاع الأشخاص المذكورين في المناشدات العالمية. كما قدمت المنظمة إسهامات ملموسة في قضية حقوق الإنسان فقد مارست ضغطا على منظمة الأمم المتحدة لوضع معايير وقوانين دولية لحماية حقوق الإنسان وتحسين مستواها ، ومنذ عام 1961 أنشأت هيئة كاملة للقانون الدولي لحماية الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الإ نتهاكات. وفي الأخير فإن جميع أبحاث وتحركات وحملات منظمة العفو الدولية يهدف إلى إحداث تأثير في مصير الأف ا رد ، أليس إطلاق س ا رح سجناء ال أ ري هو النتيجة المنطقية لفعالية منظمة العفو الدولية ؟ ولكنها ليست النتيجة الوحيدة لعملها ، إذ يمكن تحسين الأوضاع في سجن ما أو وقف التعذيب أو منعه ، أو تخفيف حكم الإعدام أو إغاثة ضحايا إنتهاكات حقوق الإنسان خاصة الأكثر ضعفا مثل الأطفال ا ولنساء ا وللاجئون والسكان الأصليون. وتهدف منظمة العفو الدولية في حمايتها لحقوق الإنسان إلى تنظيم التحركات ا ولحملات الدولية واعداد الأبحاث التي من شأنها تغيير القوانين والسياسات الدولية المنتهكة لحقوق الإنسان، والعمل على منع الإ نتهاكات الخطيرة لهذه الحقوق عن طريق التحركات العاجلة ولمناشدات العالمية والعمل الإعلامي وتنظيم المظاهرات السلمية والمناسبات الرمزية وتعليم حقوق الإنسان والإ تصال بالحكومات ، والمنظمات الدولية وغير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان. كما تولي هذه المنظمة بالغ الأهمية بحماية الأشخاص الأكثر ضعفا من حيث الحماية الجسدية ا ولحماية العقلية، نظرا لأوضاعهم السياسية والإجتماعية وحالاتهم الصحية البدنية ا ولنفسية. ويشمل عمل المنظمة في إطار حماية حقوق الإنسان جميع أنحاء العالم وفي كل الظروف سواء في وقت السلم أوفي وقت الحرب أو النزاعات الدولية المسلحة ، فتقوم بمنع الإستخدام المفرط للقوة والتنديد بالجرائم الدولية ، والتدخل الدولي المسلح غير المشروع وكذلك تعاملها مع الجماعات السياسية المسلحة من أجل حماية حقوق الإنسان لظروف إنسانية ، لكن هذا التعامل لا يشكل بأي شكل من الأشكال إعترافا بأي موقف أو وضع قانوني خاص بهذه الجماعات السياسية المسلحة ، من طرف منظمة العفوالدولية. أما عن ترقية المنظمة لحقوق الإنسان فكان لها دور فعال من حيث إعتمادها على وسائل الإعلام والإ تصال وضمان التعليم ونشر ثقافة هذه الحقوق وحث الحكومات على إدماجها في مناهج التعليم وتحسين بيئتها في قطاع المعلمين، والمتعلمين والإعتماد على أسلوب التكوين والدورات التدريبية التي ينشط فيها المدربون والمشاركون ، وترقيتها عبر مناهج التكوين الذي يندرج تحت التكوين في قطاع التعليم الرسمي ولتعليم غير الرسمي.