المواءمة بين ثلاثية الفقر، التنمية وحقوق الإنسان: تحدٍّ حقيقي للحوكمة التنموية الإفريقية

Abstract

تعاني أغلب الدول الإفريقية من الفقر، وفي الكثير من الأحيان من الفقر المدقع، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على الإنسان الإفريقي، وعلى المجتمعات الإفريقية، ويمتد تأثيره إلى المجتمع الدولي. وإذا كانت التنمية هي الوسيلة الأساسية للقضاء على الفقر والتخلف، فإن العملية التنموية في إفريقيا، وحتى تكون ناجعة، يجب أن تستهدف الإنسان الإفريقي، وأن تتم بواسطته ولأجله. وعلى الدول الإفريقية أن تبتعد عن تلك المسارات التنموية المضلّلة، المبنية على التّضحية بحقوق الإنسان بذريعة تحقيق التنمية. وعليها أن تدرك كذلك أن الإنسان هو محور العملية التنموية الفعلية الشاملة والرشيدة. وأن أي عملية تنموية لا تحترم حقوق الإنسان بشكل اللازم سيكون مآلها الفشل. لذلك فإن المواءمة ما بين ثلاثية الفقر، التنمية وحقوق الإنسان، وإن كانت تشكل تحديا حقيقيا لحوكمة التنمية في إفريقيا، إلا أنها ممكنة بل مطلوبة ولازمة. وتتحقق بضرورة تبني نهج تنموي إفريقي قائم على الحوكمة واحترام حقوق الإنسان، من أجل تحقيق حوكمة تنموية إفريقية مستدامة، للإنسان الإفريقي وبالإنسان الإفريقي.