وسائل الاعلام و التنشئة الاسرية للمراهق

Abstract

في ضوء النتائج المتحصل عليها من خلال تطبيق الاستمارة وتفريغ البيانات وتحليلها تبين لنا بأن التلفزيون يلعب دورا مهما في عملية التنشئة الأسرية للمراهق والنمو الاجتماعي للفرد ذلك لما يعرضه من برامج وحصص تخص تربية الأبناء في كل مراحل حياتهم خاصة مرحلة ما بعد الطفولة أي مرحلة المراهقة، فالتلفزيون يسعى إلى التعريف بها والتحذير من مدى خطورتها إن لم يتم التحكم فيها والتعامل المثالي والعقلاني معها وإدراك مسؤوليتها ذلك من خلال تقديمه لمواضيع حول المراهقة خاصة بالنصح والإرشاد كما يحرص التلفزيون على ضرورة الانتباه لتصرفات الابن المراهق وملاحظتها بطريقة مستمرة حتى لا يصطدم الابن بتيارات الإنحراف التي تواجهه طوال هذه الفترة. كما يقوم بالتوجيه الإيجابي لأسلوب معاملة المراهق من قبل الأولياء عن طريق الحوار والنقاش فيما يدور حوله من أحداث والإستماعلإنشغالاته والمشاكل التي يواجهها، فالمراهقة مرحلة حرجة وحساسة تكثر فيها الحاجات من جهة والمشاكل والصراعات الداخلية من جهة أخرى هذه المشاكل والإنشغالات التي تترجمها أفعاله وسلوكاته وتتضح من خلال قلقه المستمر وغضبه والصراع مع أسرته خاصة إذا لم تجد متنفسا لها وبقيت حبيسة ومكبوتة أو ربما سيجد لها متنفسا آخر سيما جماعة الرفاق والتي توجه في الكثير من الأحيان وجهة تساير رغباتهم وهواهم. كما يقوم التلفزيون بمخاطبة الأولياء الذين لديهم مستوى تعليمي مرتفع أو لابأس به لأنه من المؤشرات الهامة والرئيسية في تحديد أسلوب النشئة الأسرية للمراهق، فارتفاع المستوى التعليمي يجعلهم متفهمين لوضعية أبنائهم وما يختلج صدورهم من مشاكل قد يتعرضون لها إذ أن إستماع الوالدين لإنشغالات أبنائهم المراهقين ومشاكلهم يمكنهم من إعطاء الحلول المناسبة والسليمة لتجاوز هذه المشاكل بناء على خبرة الوالدين يدعمون نموهم النفسي والاجتماعي. وتبقى هذه النتائج المتوصل إليها جزئية ونسبية، تحكمت فيها العديد من المتغيرات (خصائص العينة من جنس ومستوى تعليمي ونوع السكن وغيرها، فلو أن هذه الدراسة طبقت على مبحوثين آخرين في منطقة معينة وذات خصائص مغايرة لتحصلنا على نتائج مغايرة، وبهذا فإننا نترك المجال لدراسات أخرى تكون أكثر عمقا ودقة وشمولا لمعرفة الدور الذي يلعبه التلفزيون في التنشئة الأسرية للمراهق