دور تكنولوجيا الاتصال في تفعيل النشاط الجمعوي

Abstract

لقد شاع في السنوات الأخیرة استخدام مصطلح المجتمع المدني، و مصطلح الجمعیات و لكن الحدیث في ماھیة المجتمع المدني لیس بالأمر السھل فھو موضوع شائك و متداخل ذلك للاختلافات و التشوھات التي تحوم حولھ، فرغم انھ تم تشخیصھ أوروبیا،عند ھیجل و مونتسیكیھ،و جون لوك،و ادم سمیث،كارل ماركس و غرا مشي و آخرون،إلا انھ لم یتم الاتفاق على ھذا التشخیص عربیا،فھو یعاني من تناقض بین النظري و الواقعي، فنظریا یتمیز بالاستقلالیة، الفاعلیة في الانجاز،و الشفافیة ،المشاركة،الالتزام ألقیمي و الأخلاقي للفاعلین في ھذا الوسط فضلا عن وجود تقبل مجتمعي لھذه المؤسسات. و ھو تعاقد و فضاء عمومي یجتمع فیھ أشخاص خاصین أو فاعلیین اجتماعیین، فھي نخبویة من حیث بناءھا و إدارتھا و خبرتھا، و لكنھا جماھیریة من حیث خدماتھا و تفاعلھا بھدف تحقیق مبدأ الرضا الاجتماعي و خلق تنمیة مجتمعیة متكاملة، و لكنھ خارج عن الدولة و ضد السلطة و لیس لھ علاقة بھا. أما واقعیا،ھي جمعیات تابعة یوصي بإنشائھا و تمولھا الدولة،و مازالت تواجھ تعقیدات قانونیة و إداریة في ظل سلطة و مركزیة الحزب الواحد التي تواجھ نشاطھا بھدف توجیھھ لخدمة السلطة نفسھا،فالجمعیات تخضع لوطأة الضغط الأمني، و التشدید علیھا منذ مطلع التسعینات،في ظل الاعتقاد بأنھا مصدر لتمویل أنشطة الجماعات الإسلامیة المتطرفة ووسیلة لتجنید أعضائھا و النفاذ إلى المجتمع،و تفاقمت ھذه النظرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر و امتدت إلى معظم البلدان العربیة، و أصبح الشاغل الأساسي للجمعیات لیس تعزیز نشاطھا و إنما تبرئة نفسھا ،و كثیرا ما نجد المجتمع المدني و تنظیماتھ،یناشدون بالانفصال عن الدولة و الاستقلال عنھا،و أن تنتج نفسھا خارج الدولة و السلطة ،و ھذا نفسھ مفھوم المجتمع المدني في أوروبا، و لكن تخطي الخلاف ألمفاھیمي الذي لم یتم حسمھ حول ماھیة المجتمع المدني أصبح ضرورة و حتمیة یفرضھا واقع الیوم،لأنھ لن یؤدي إلى نتیجة محددة خاصة انھ لا یوجد مجتمع مدني قوي بدون دولة قویة،كما أن المجتمع المدني لیس ایجابیا على طول الخط و لا الدولة شيء سلبي مطلق فالعلاقة بینھما یجب أن تكون علاقة تكاملیة