دور مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الوعي السياسي لدى شباب

Abstract

يقوم الإعلام الجديد على إمكانية الحوار والتبادل والمشاركة ، وقد أعطى وسائل الإعلام معناها الحقيقي باعتبارها وجها من وجوه الحرية الاجتماعية وحقا من حقوق الأفراد والجماعات في المشاركة في العمليات الاتصالية أحذا وعطاء. ولقد استطاعت الوسائط الاتصالية الجديدة أن تدرك أن ديمقراطية الاتصال ليست مسألة فنية تترك في أيدي المديرين الإعلاميين وإنما هي مسألة أشمل من ذلك تستلزم مشاركة كاملة من جانب السواد الأعظم من الناس في صنع السياسات الإعلامية والاتصالية على مختلف المستويات . بناءا على ما سبق يظهر أن للفايسبوك مكانة هامة في الوسائط الاتصالية الجديدة وذلك لما يتمتع به من خصائص تميزه عن غيره من هذه الوسائط ، كميزة الاتصال السريع ، الأوفر، سهولة الاستخدام شبابي، متعدد اللغات ، حضوره الدائم (خاصة من خلال خدمات الهاتف النقال )، وقدرته على الاستهواء وخلق الإحساس بالمشاركة ، هذه العوامل جعلت من الفايسبوك في جميع البلدان وبدون أي استثناء وسيلة الاتصال الجماهيري الأولى الأكثر تواجد في الحياة اليومية للجماهير الواسعة وذلك بالرغم من اختلاف كمية ونوعية المضامين المستهدفة من مجتمع الآخر، ومن شريحة اجتماعية إلى أخرى ، كما يعتبر أيضا الوسيلة الأكثر مقدرة على نشر المعلومات والثقافة والوعي كمقدمة لتكوين الآراء والمواقف السياسية والاتجاهات. وهذا حاولت هذه الدراسة استطلاع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" على فئة الشباب التي هي أكثر تعرضا لهذا الموقع ، وانطلاقا من هذا البحث المتواضع الذي قمنا به في حدود العينة المأخوذة، فقد توصلنا إلى أن للفايسبوك دور في تشكيل الوعي السياسي إذا ما تميز بالواقعية ، واقترب من انشغالات الشباب واهتمامهم، بحيث أن طبيعة الاستخدام والتعرض لهذا الوسيط الاتصالي مرتبطة ومتعلقة بطبيعة المحتوى ، وبذلك كلما كان قريبا من الواقع كلما زاد الاهتمام به أكثر وزادت نسبة الوعي لدى الشباب أكثر فأكثر. هذا إضافة إلى تعدد وتنوع المواضيع المطروحة وكذا الأساليب المعتمدة من قبله كسرعة نقل الخبر وإمكانية التفاعل معه والتعليق عليه وتبادل الرسائل والأفكار والآراء ، نقل الصور والفيديوهات والتعليق عليهــا ســــاهم بشكل كبير في رفع مستوى الثقافة السياسية وزيادة درجة الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع عامة والشباب بصفة خاصة . وعلى هذا الأساس توصلنا إلى أن الشباب الجامعي ) يتعرضون لموقع الفايسبوك بشكل متزايد، كما أن الدراسة تؤكد وجود تأثير سياسي لهذا الموقع على مستخدميه من الفئة المعنية بالدراسة ، وما لمسناه من خلال هذه الدراسة رغم أن هذا التأثير ايجابي في جوانبه إلا أن ذلك لا يعني وجود تأثيرات سياسية سلبية خاصة وذلك بنشر توجهات معينة داعمة للوحدة الوطنية.