العلوم االإنسانية بين الفهم والتفسير "فلهلم دلتاي" أنموذجا

Abstract

لقد تناولت دراستنا هاته أهم مرتكزات دلتاي في تأويليته والتي سعى من خلالها الى فصل العلوم الإنسانية عن العلوم الطبيعية والتأسيس للعلوم الإنسانية تأسيسا ابستيمولوجيا, وقد تبين لنا أن هذا التأسيس الإبستيمولوجي هو الذي يمكن بنظره من تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية, كما أن التأسيس كان ركيزة في منظوره التأويلي. واذا كان التأويل قديما جديدا في الثقافتين الغربية والعربية, الا أن دلتاي قد فهم التأويل كممارسة فلسفية, وهذه الممارسة كما يتضح من عبر هذه الرسالة لم تعي برهانها ولم تكتسب الصرامة الا منذ شلايرماخر الذي جمع بين الجدارة في التأويل الفقهي اللغوي والكفاءة الفلسفية المكتسبة من المدرسة الترنسندنتالية, والذي نظر في الهرمينوطيقا كمسألة تهم تأويل الخطاب وجاوز قواعد التأويل الى مستوى تحليل الفهم, أي الى معرفة العمل القصدي نفسه, ليستنتج منه امكانية تأويل ذي مشروعية كلية بما في ذلك وسائل هذا التأويل وقواعده وحدوده.