أثر إنخفاض أسعار البترول على متغيرات المربع السحري لكالدور

Abstract

يُعد البترول مادة إستراتيجية تتأثر بالعوامل الاقتصادية والسياسية مما يُضفي عليها الصبغة الدولية وأهمية خاصة باعتباره مورد اقتصادي ناضب، تُشكل موارده المالية أهمية كبيرة في الدول العربية المنتجة له في تعظيم الإنفاق العام حيث تعتمد على عائدات الزيت الصخري كمصدر لتمويل برامجها التنموية، وتُصنّف اقتصادياتها ضمن الدول النامية على الرغم من دخول البعض منها في إطار الاقتصاديات التي تتميز بدرجة عالية من الطاقة التمويلية وارتفاع متوسط دخل الفرد فيها، فإنه من الطبيعي أن يعتمد أداء الاقتصاد الكلي على ما يتعرض له قطاع المحروقات من تغيرات. و باعتبار الجزائر من أكبر الدول المنتجة للبترول في العالم فقد اعتمدت على النفط كمصدر مهم خلال فترة السبعينات وبداية الثمانينات من القرن العشرين، إلا أن ما تعرضت له السوق البترولية العالمية من هزات متتالية بداية من سنة 1986 حتى سنة 2010 ، هي محصلة لعوامل متعددة انعكست في النهاية على تقلبات حادة في أسعار البترول هبوطا وارتفاعا تفضي إلى حالة من عدم الاستقرار، وتنتج آثارا اقتصادية تختلف باختلاف سلوك تلك الأسعار في السوق النفطية العالمية، خصوصا في الفترة الأخيرة التي عرفت فيها ارتفاعا غير مسبوق. فلا شك في أن الاقتصاد الجزائري أصبحت لديه علاقة تشابكية تربطه بقطاع المحروقات خاصة منذ - تأميمه حتى - أصبح تحديد وضعيته استقرارا أو اختلالا يتوقف على حركة أسعار البترول وعوائده، ما جعله عرضة للصدمات الخارجية . فأصبح ما يُعرف بالذهب الأسود، الدعامة المركزية للنشاط الاقتصادي و المموّل والمحرّك الأساسي لعملية التنمية الاقتصادية بالتأثير على مختلف الت وازنات الاقتصادية الكليّة و التي اختصرها كالدور عند بناء نموذج الأداء الفعّال (قياس الأداء الاقتصادي) في أربع متغيرات كما يلي: النمو الاقتصادي، التضخم، البطالة وميزان المدفوعات.