الأشكال البلاغية في الخطاب التداولي

Abstract

بين التداولية والبلاغة العربية أوجه تلاق وتقاطع فإذا كانت الاولى تعنى بدراسة استعمال اللغة في إطار العلاقة بين المتكلم والمتلقي، بكل مايلفها من ظروف وملابسات، فإن الثانية عنيت بهذا الشأن أيضا، وعلى أساسه بنت الكثير من مقولاتها وشيدت العديد من أشكالها، تبعا لهذا فإن الدارس لتراثنا البلاغي العربي يجد ملامح الدرس التداولي واضحة، فالسكاكي يشير ضمنيا الى ظاهرة الأفعال الكلامية ضمن مباحث علم المعاني في إطار الظاهرة البلاغية المعنونة بنظرية الخبر والإنشاء، كما أشار الجرجاني ضمنيا الى مفهوم الاستلزام الحواري في إطار دراسته للمعاني الثواني أو المعنى المستلزم عن المعنى الحرفي، كما تعد عناية الجاحظ بفكرة المقام وضرورة مطابقة الكلام لمقتضى الحال إشارة واضحة الى مفهوم السياق وأهميته في تجلية المعنى وتحقيق إنجازية الأفعال الكلامية.