حجاجية الخطاب القرآني للآخر: دراسة نماذج قرآنية

Abstract

تأتي هذه الدّراسة كمقاربة بحثيّة نريد من خلالها استقراء الأساليب الحجاجيّة التّي يستخدمها القرآن الكريم في حواره وجداله مع الآخر، وبما أنّ الله ]عز وجل[ قد فطر العقل البشري على التّطلّع دوماً إلى الحجّة والبرهان والدّليل، فقد جاء الخطاب الإلهي متمثّلا في القرآن الكريم موافقاً لفطرة الإنسان، فكان خطاباً حجاجيّا موجّها في الأساس للتّأثير في المتلقّي من خلال حمله على الاقتناع بالأدلّة التّي يحملها في طيّاته. ولمّا كان هذا الآخر مستوياتٍ ودرجات، فقد اقتصرت هذه المقاربة البحثيّة على الأساليب الحجاجيّة المختلفة التّي استعملها الخطاب القرآني الموجّه إلى ثلاث أصناف تمثّلوا في المشركين وبني اسرائيل والنّصارى، وقد جاء البحث مقسّما إلى ثلاثة فصول إضافةً إلى مقدّ مة وخاتمة : الفصل الأول: كان تحت عنوان (الحجاج)، حيث تناولنا فيه الجانب النّظري لموضوع الحجاج، فأسهبنا في الحديث عن المفاهيم النّظريّة للمصطلح في الدّراسات اللّسانيّة والبلاغيّة الحديثة، وكذا التأصيل التّاريخي لموضوع البلاغة بشكلٍ عام لدى العرب والغرب على حدٍّ سواء. الفصل الثّاني: كان تحت عنوان ( الخطاب القرآني والآخر)، حيث قاربنا فيه نظريّا المصطلحات اللّسانيّة والنّقديّة المندرجة تحت دراستنا الحجاجيّة مثل (النّص، الخطاب، السّياق، الخطاب القرآني، الآخر) والتي تُعدُّ مصطلحاتٍ مفتاحيّةٍ لدراسة موضوع الحجاج وتحليل الخطاب القرآني بشكلٍ عام، إذ أصّلنا لهاته المفاهيم والمصطلحات من النّاحية النّظريّة.الفصل الثّالث: وبالنّسبة للفصل الثالث فقد كان فصلاً تطبيقيّا بامتياز، حيث حلّلنا فيه بعض النّماذج القرآنيّة التي تضمّنت خطاباً حجاجيّا موجّها إلى الفئات الثّلاثة التّي حدّدناها هدفا للدّراسة، حيث جاء هذا الفصل مقسّما إلى ثلاثة مباحث هي : • حجاجيّة الخطاب القرآني الموجّه إلى المشركين • حجاجيّة الخطاب القرآني الموجّه إلى بني إسرائيل • حجاجيّة الخطاب القرآني الموجّه إلى النّصارى فاستخرجنا بعض الآليّات الحجاجيّة التي استعملها الخطاب القرآني في استراتيجيّته لهدم قناعات المخاطبين وحملهم على الإذعان .