الدور إلاستراتیجي لصندوق الزكاة في تمویل المشاریع الصغيرة-تجربة صندوق الزكاة لولایة تیارت 2004-2018

Abstract

تناولت هذه الدراسة الموسومة بـ: " الدور الإستراتيجي للزكاة في تمويل المؤسسات الصغيرة " دور فريضة الزكاة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتعزيز سبلها في المجتمع من خلال تمويل المؤسسات الصغيرة بواسطة طرق شرعية ، حيث تطـرقنا في البداية إلى الجانب النظري للزكاة و صندوق الزكاة الجزائري،والمفاهيم الأساسية المتعلقة بموضوع البحث، وذلك بإعطاء صورة شاملة عن الزكاة في إطارها الفقهي والمؤسساتي، وعن دورها في تحقيق التنمية الاقتصـادية و الإجتماعية، ومـا يتعلق بها من عوائق ومرتكزات وأهداف. كما تم التطرق إلى الاآليات التي يتم بها تحصيل و توزيع هته الأموال ثم قامت الدراسة بعد ذلك ببيان الدور الإيجابي والحيوي الذي تلعـبه الزكـاة فـي هذا المجال، وذلك من خلال إبراز آثارها التخصيصية والتوزيعية والاستقرارية، حيث تقوم الزكاة بدور فعال في تخصيص الموارد الاقتصادية من خلال تحفيز الاستثمـار،ومحـاربة الاكتناز، وتدعيم وتوسيع التيار الاستهلاكي في حدود ما يسمح بـه الشـرع، دون إسـراف أوتبذير. كما تمارس الزكاة أيضا في هذا السياق دورا بارزا في المجـال التوزيعـي، حيث تسهم بشكل مباشر في القضاء على مشكلة الفقر، وتوفير حد الكفاية لكل فرد، وتمتين معالم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع الواحد.كما تقوم الزكاة إلى جانب ما سبق بدور رئيس في تحقيق الاستقرار الاقتصادي في المجتمع، حيث تعمل على الحد من التقلبات الدورية، والموجات التضخمية، وعلى كبح جماح البطالة،واستـئصالها من جذورها، هذا فضلا عما يترتب عن هذه الفريضة مـن آثر متتالية مضاعفة، تتعدى الإنفاق الأولي لتصل إلى مستواه النهائي والأخيـر. وبذلك تكون الزكاة وبلا شك مؤهلة وبامتياز للارتقاء بمستوى النشاط الاقتصــادي تخصيصا وتوزيعا واستقرارا. وتخلص الدراسة إلى أن ممارسة الزكاة لدورها الاقتصادي منوط بمدى إرساء إطارها التنظيمي والمؤسساتي على أرض الواقع، ذلك لأن غياب هذا الإطار سيؤدي إلى خلل جوهري في مسيرة الاقتصاد الإسلامي على مستوى الفهم والتنظيـر، وعلى مستـوى الممارسة والتطبيق. كما تقترح الدراسة مجموعة من الإجراءات والسياسات العملية، يرى الطالبان بأنهـا كفيلة بتفعيل هذا الإطار المؤسساتي، بالشكل الذي يؤدي إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المجتمع، وتحقيق متطلباتها المختلفة