دور الاستعمار الفرنسي في الصراع بين القبائل الجزائرية - الغرب الجزائري أنموذجا- 1830 - 1919 م

Abstract

قد عرفت بنية المجتمع الجزائري قبل الاحتلال تميزا بتزايد دور القبيلة باعتبارها وحدة التنظيم الاجتماعي الأساسية التي كانت تشكل الاطار الأمثل الذي يضمن للفرد عنصر التضامن والتكافل وهي لا ترتكز على رابطة الدم فقط بل الأرض، لذلك أصبحت الأرض البنية الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الجزائري فقط شكلت محور السياسية الفرسية ككل .حاول المحتل تنظيم المجتمع الجزائري وفق ما يخدم مصالحه، ولهذا أنشئ المكاتب العربية والتي نجح حيالها في التوغل في نواة المجتمع الجزائري ومعرفة نقاط قوته وضعفه لتسهيل مشروع الاحتلال .كانت الأوقاف تشكل موردا اقتصاديا واداة فعالة في تنمية العلاقات الاجتماعية ومقوما هاما من مقومات الحياة العلمية كالثقافية للمجتمع الجزائري، لذلك عمات فرنسا جهادة على محاربتها منذ الوهلة الأولى للاحتلال لأنها شكلت احدى العقبات العويصة التي تحول دون نجاح الاستعمار.نتائج هذه السياسة كانت سلبية على المجتمع الجزائري لانها افقدته كل ما يملك، حيث عان الفقر والبطالة والمجاعة وغبرها من النتائج في حين نجد إيجابية بالنسبة للفرنسين من خلال توافد الكثير من الفرنسين على الجزائر بسبب الظررف التي هيئت لهم بامتلاك المستوطنيبن اجود الأراضي .وخلاصة القول أن رغم الأساليب التي انتهجتها السياسة الفرنسية في تحطيم أواصر الاخوة التضامن والتكافل التي كان يعيشها المجتمع الجزائري داخل اطاره الاجتماعي المتمثل في القبيلة لم يؤدي الى اخضاعها واستسلامها مثلما كانت تظن السلطات الاستعمارية بل حدث العكس من ذلك تماما، لان افقار المجتمع الجزائري وتشتيت شمله هو زاد في احساسه بالظلم وولد لديه كراهية الاستعمار ووسع في ضميره المجتمعي حيث صار لديه حسا وطنيا وقضية واحدة وأصبحت المقاومة حق شرعي لشعب أعتدي على أرضه وانتهك حرماته ومقدساته وسلبت ممتلكاته.